قصص وتجارب مأساوية على ألسنة ضحايا أصدقاء السوء

صديق السوء كالوباء لا يعرف معنى الإخلاص والوفاء ولا يجلب إلا الخراب والدمار، الصداقة الحقيقية هي التي تدفع للتميز في جميع نواحي الحياة ولا يستطيع أي منا العيش من دونها فبعض الأصدقاء يكونوا اقرب وأحن لنا من أنفسنا ولكن أحياناً تنقلب الآية رأساً على عقب ليصبح الصديق هو الدافع الأساسي للضياع في ظل العديد من السلبيات المتاحة فيسلك البعض طريق الانحراف ويتمادون فيه وآخرون بعد التجربة يفيقون لبدء حياة جديدة، نستعرض بعض التجارب المأساوية لضحايا أصدقاء السوء، وهي كالتالي:

 

صديقاتي دمرن حياتي

منيرة محمد (طالبة جامعية) تقول: الصديق ساحب وأصدقاء السوء يدمرون كل شيء جميل في حياتنا ولدي تجارب كثيرة معهم كونهم سيطروا على شخصيتي وسحبوني معهم في كثير من المشاكل و ألقبهم بــ ” مغناطيس المشاكل ” تقول علياء أنها صغت لأصدقائها في المرحلة الثانوية على الهروب من المدرسة دون علم أهلها حتى أصبحت مهملة في دراستها وأدي ذلك إلى تدني مستواها الدراسي، وقالت أيضاً قمت بقيادة السيارة بدون رخصة أكثر من مره بسبب إلحاح أصدقائي مما أدى في إحدى المرات بأن أوقفتني الشرطة وخالفتني، يجب أن تكون التوعية من جانب الأهل ولكن لو الأب والأم غير موجودين تصعب المهمة كثيراً، أنا والدي موجود وغير موجود بسبب تعدد زوجاته التي وصلت إلى أربعة والأب هو القائد في المنزل ولكني بفضل الله ابتعدت عن أصدقاء السوء بسبب إرشادات وسائل الإعلام والحملات التوعوية التي تقوم بها شرطة دبي وغيرها.

 

تعلمت الكذب

رنا خليل، تروي كيف أفسدتها صديقتها وعلمتها الكذب على أسرتها في المرحلة الثانوية وتقول: كنت مثال البنت الملتزمة في كل شيء إلى أن تعرفت في السنة الثانية إلى زميلة دعتني يوماً على العشاء وهناك فوجئت بتصرفات أمها فهي سيدة متحررة ووالدها متوفى ولديها شقيقتان تكبرانها، وفي البيت كان هناك مجموعة من الشباب عرفتني إليهم فهم، كما قدمتهم، أصدقاء أمها، كانوا يمزحون ويتصرفون بتلقائية وحرية، وكان الجو جديداً بالنسبة لي فأنا من أسرة تحكمها العادات والتقاليد، لذلك شعرت بأنني من عالم آخر غريب، لكن لا أنكر فضولي لأعيش التجربة وكررت الذهاب إليها أكثر من مرة وعند تأخري بالعودة للمنزل وخوفي من أهلي كانت تعلمني هي وأمها الكذب، وكانت أمها تتصل بأمي لتطمئنها بأننا نذاكر دروسنا، وبعد السهر توصلني بنفسها للمنزل، واستمر الحال شهوراً عدة، وفجأة بدأت الأمور تنقلب إلى ما هو أبعد من ذلك، ومن خوفي صارحت إحدى صديقاتي التي أثق بدينها وعقلها فنصحتني بالابتعاد، وعندما امتنعت حضرت لي أم صديقتي إلى المدرسة لتقنعني بالعودة، وكان ستر الله عظيماً أن شاهدتها صديقتي الأخرى فطردتها وهددتها بالفضيحة

سهر ورقص

 

يقول أحمد محمد (طالب جامعي): “أنه تعرف على أصدقاء كثيرة عند التحاقه بالجامعة ليس لهم علاقة بالدراسة سوى أنهم يلهون باستمرار، أحببت التردد على الأماكن المشهورة بالأغاني الأجنبية وإيقاعها السريع فتعرفت إلى شلة شباب يترددون عليها دائماً، وفي البداية كنا نمضي أوقاتنا في السهر والرقص ولكنني سرعان ما ابتعدت عن فعل تلك الأشياء وتعرفت على صديق أنجدني من الحال الذي كنت فيه من حال أفضل بكثير حيت الالتزام في الدراسة وحب النجاح والتفوق والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى”.

إثبات الرجولة

منير سامح يقول: بدايتي مع تدخين السجائر كانت منذ 3 سنوات من أحد رفقاء السوء مدعياً أنني لا أقدر على تدخينها ومازلت طفلاً وخائفاً من أهلي، شعرت بالاستفزاز من كلامه فدخنتها من باب إثبات الرجولة وواحدة وراء الأخرى أصبحت عادة، لاحظت أمي هذا وكانت دائماً تحذرني من مخاطرها على الصحة وتهددني بأنها ستخبر أبي وأنها ستمنع عني المصروف، حاولت كثيراً الإقلاع عن التدخين ولكن سرعان ما أعود إليه.

اختيار الصديق

أصدقاؤنا كيف نختارهم هذا هو السؤال المهم الذي طرحته نورا فؤاد طالبة جامعية في بداية حديثها معللة ذلك بأنه لابد للإنسان عامة والشباب خاصة ان تكون لهم علاقات وصداقات وأصحاب وأحباب يأنسون إليهم في وقت فراغهم ويساعدونهم عند شدتهم ويستشيرونهم فيما يلم بهم، وهذا أمر قد جبلت وفطرت عليه النفس البشرية فلا يمكن لها أن تنفك عنه. وعن مدى خطورة أصدقاء السوء عبرت نورا عن مكر أصدقاء السوء فإنهم يخونون من رافقتهم، ويفسدون من صادقهم، والبعد عنهم غنيمة. مضيفه أن الأصدقاء ليسوا على درجة واحدة بل إنهم يختلفون فبعضهم نكون بحاجه له دائماً وهذا أخطرها وبعضهم تفرضه عليك الظروف وطبيعة الحياة.

الثقة بالناس

أما نورة الامير- طالبة جامعية- عبرت عن عدم ثقتها بالناس فهي لا تؤمن بشيء أسمه صديق فصديقاتها فقط هي عائلتها لأن من وجهة نظرها أن لا أحد يخاف عليها سوى أسرتها، وقالت: نانسي مررت بتجارب عديدة جعلتني أحذر من التعامل مع أفراد المجتمع، وللأسف كونت عندي ضغينة كبيرة ليست لكل الأفراد بالطبع ولكن لمعظم الناس المدعين الصداقة الذين لا يريدون إلا المصلحة فقط لا كنوع من الصداقة الحميمة. مشيره أصبحنا الآن نعيش في مجتمع أفراده يبحثون عن المصلحة فلا تجد اثنين يتحدثون مع بعضهم البعض إلا وكانت في النهاية هناك مصلحة يحاول فيها الشخص الآخر الوصول إلى هدفه عن طريق المصلحة.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المصدر : ellearabia.com