ابنتي مراهقة وتتحدث في الجوال مع من لا نعرف

ا‎بنتي بعمر 13 سنة، وبهذه المرحلة وهذا العمر لا أدري عن الطريقة المثلى في التعامل ‎معها! ‎أراقب جوالها، واكتشفت حديثها مع غرباء رغم تحذيري، و‎قد حرمتها منه وأعدته بعد أسبوع، ‎واكتشفت علاقتها بشاب، فمنعت الجوال نهائياً ‎منذ شهرين، ‎هي تتهمني أني وقفت بينها وبينه ‎وأني لا أريد لها السعادة.

‎هدأت نوعاً ما الآن، و‎لكنها ترفع صوتها علي في أحيان كثيرة وعلى والدها، ‎احترت، ما التعامل الصحيح معها؟

‎نحن نسكن في شقه صغيرة، لدي 5 أبناء، أقول أحياناً: ربما ضيق السكن هو الذي يجعلها بهذه النفسية، ولكننا لا نستطيع التوسع حالياً، ‎فهي تنام مع إخوتها جميعاً في غرفة واحدة.

‎أفيدوني، ‎فأنا جداً تائهة، وأشعر كأن عدواً لي في بيتي! و‎كأنها ليست ابنتي التي أدبتها وعلمتها الأخلاق!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

يبدو أن هذه الفتاة تشعر ببعض الوحدة كونها تعيش مع خمسة إخوة، وكما يبدو من الرسالة أنها البنت الوحيدة، مما يضع عليك بعض الواجب في الاقتراب منها والتعرف عليها، وفي معايشتها والاختلاط معها، كي تخرجيها من عزلتها، وأنها تعيش بين خمسة إخوة.

حاولي ولبعض الوقت، من أيام أو أسابيع، أن تمسكي نفسك عن توجيه التعليمات والإرشادات والأوامر، وإنما وجهي انتباهك لبعض الأعمال والتصرفات الإيجابية التي يمكن أن تقوم بها هذه الابنة، مهما كان قليلا. وستلاحظين بعد مدة بسيطة أن التفاعل بينكما أصبح أكثر إيجابية، وستلاحظي أنكما خرجتما من الجو السلبي من التفاعل، وتذكري أن كسب القلوب مقدّم على كسب المواقف، فاعملي أولاً على كسب قلبها، ومن ثم بإمكانك أخذها إلى يصلحها.

هذا التفهم، وصدق الحوار بينكما أولى وأفضل من مجرد عقابها بأخذ هاتفها الجوال، فهي لا شك ستجد طريقة للتواصل مع هذا الشاب. وربما تواصلت الابنة مع هذا الشاب لأنه استطاع أن يسمعها ما تحبّ سماعه من أنها فتاة ناضجة وعاقلة وذكية… وربما جميلة… فلماذا هي تسمع هذه الأمور من شاب غريب عن الأسرة ولا تسمعها من أمها، فأنت خير من يفعل هذا.

وسأعطيك طريقة مفيدة جداً ستعينك على تحسين العلاقة مع ابنتك، وهي: افترضي ولمدة ثلاثة أسابيع قادمة أن هذه البنت هي ابنتنا وهي تقيم عندكم كضيفة، فلا شك أن طريقة تعاملك معها ستختلف، مما يمكن أن يقوي العلاقة بينكما.

لا بأس من الاطلاع على كتاب في تربية المراهقين والتعامل معهم، ومنها كتابي “أولادنا من الطفولة إلى الشباب”.

أرجو أن يكون في هذا الجواب ما يفيد، ووفقكم الله وأصلح أسرتكم.

المصدر: موقع إسلام ويب