عندما أنام في الليل أشعر أن شخصاً ما ينام معي!

السلام عليكم ..

عمري17، أعاني من مشكلة كبيرة جداً وهي أنني عندما أنام في الليل أشعر أن شخصاً ما ينام معي، ويخنق نفسي ويثقل صدري فلا أستطيع التنفس، وأحياناً يجامعني لبرهة من الزمن، وصلاتي أصبحت صعبة وأتثاقلها وأعاني من العصبية الزائدة والخفقان الشديد والخوف الزائد والقلق، دخلت على قوقل أبحث وكانت النتيجة أنه جن اسمه مس عاشق، لكنني لا أصدق مثل هذه الأقاويل، أعتقد أنه مرض نفسي، فأنا أعاني منذ صغري من نقص حنان بسبب التفرقة بيني أنا وأختي، علماً أني مجتهدة جداً في دراستي الثانوية، وأحب أن أكون طبيبة نفسية لأني أعتقد أن هذا ليس جن وإنما حالة نفسية فما رأيكم؟ وعندي مشكلة أخرى هي أنني أعشق معلمتي إلى حد الجنون ولكنني لا أظهر مشاعري أبدا أمامها فأنا بطبعي كتومة جدا ولا أبين مشاعري أرجوكم ساعدوني فأنا متعبة.

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،

أختي الكريمة: إن العوامل النفسية لها تأثير على حياة الإنسان عموماً وعلى صحته تحديداً، فالخوف والخفقان والقلق والعصبية واضطرابات النوم كلها قد تكون بسبب هذه العوامل النفسية، وهذه العوامل النفسية قد تكون ناتجة من ضغوط داخلية من نفس الإنسان أو من المحيط والبيئة الخارجية أو منهما معاً، ومن ثم فإن معالجة هذه العوامل النفسية ستؤدي بإذن الله إلى تحسن النوم والقلق.. إلخ، ولأنك كتومة جداً تبقى هذه الضغوطات والمشاعر في داخلك لا تنطفئ فتكون أعصابك في توتر مستمر وقلق دائم وهذا بدوره يؤثر على نومك وغيره مما ذكرت فأنت بحاجة إلى صديقة أو قريبة تثقين بها تشاركينها بعض همومك وتتبادلان الخبرات الناجحة.. المهم أن يكون هناك متنفساً صحياً لمشاعرك، كذلك ممارسة تمارين الاسترخاء التنفسي والعضلي وهي مفيدة جداً في التخفيف من التوتر ويمكنك تعلم هذه التمارين من النت وتطبيقها في منزلك. ومما لا شك فيه أن الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن والنوافل يجعلك تشعرين بالراحة والسكينة والاطمئنان.

بالنسبة لعشق المعلمة فقد يكون ما ذكرت من شعورك بنقص الحنان بسبب خارجي وهو التفرقة في المعاملة بينك وبين أختك، لكن لابد من إيجاد طريقة صحية تعوضين فيها نقص الحنان، لأن التعلق هو علاقة غير صحية تجعل من الشخص المتعلق معتمداً على من تعلق به، يأخذ كل ما يصدر عنه من خطأ أو صواب، لكن العلاقة الصحية هي رابطة حب ومودة واحترام بين الطرفين بمعنى أن الشخص إذا أحب آخر فإنه يحتفظ بكيانه الشخصي محترماً لنفسه. فالطريقة الصحية بالنسبة لمشكلتك أن تسألي نفسك ما الذي دعاك إلى الإعجاب بهذه المعلمة؟ ماهي الجوانب الإيجابية لديها وما هو الأسلوب المناسب للاقتداء بها في هذه الجوانب؟ ما جوانب الضعف في شخصيتها وكيفية تفاديها؟ فهذا اقتداء مثمر لا تعلق مدمر لشخصيتك وكيانك.  وفقك الله وأعانك،

المصدر: موقع لها أون لاين