زميلي بالعمل يهتم بي وأنا أفكر فيه

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 21 عاماً، وأعمل لدى مجمع طبي- مركز أسنان، عملت هناك لمدة 3 شهور تقريباً، وحالياً أخذت إجازة لظروف دراسية. في ذلك المكان وفي بداية عملي، كان هناك شاب بالمركز يساعدني ويعلمني طريقة العمل كمساعدة طبيب أسنان، ومرت الأيام والشاب يريد أن يتقرب مني ويحادثني دائماً؛ هل هو معجب أم لا؟! لا أعلم، وأنا بصراحة بدأت التفكير به، وأصبحت أينما أذهب يكون خلفي أو يراقبني، ومرة كتب لي رقمه على فاين، لكني خجلت من أخذه، ولا أعلم كيف أتصرف! وخائفة أن يكون الشخص هدفه أن يتسلى، مع أن هناك ممرضات غيري بالمركز، والآن سوف أرجع للعمل ولا أعلم كيف أتعامل معه! وكما ذكرت لكم بدأت أفكر به. رجاء انصحوني، وشكراً.

الإجابة

بارك الله فيك أختنا الكريمة، ورزقك الله الدين الذي يحفظك والعقل الذي يحميك، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، ونحب أن نجيب عليك من خلال ما يلي:

1- حديثك يدل على فتاة تراقب الله عز وجل، ولا تريد أن تعصيه، وكذلك يدل على أنك لم تخوضي غمار هذا الأمر من قبل، وهذا يدل على خير فيك، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك.

2- نتفهم أختنا الكريمة تماماً طبيعة المرحلة التي أنت فيها، وما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك من تطلع مشروع للزواج، وهذا الشعور ليس عيباً يذم ولا قدحاً يعاب، ولكن الخطورة في الانقياد خلف العواطف التي لا يضبطها شرع ولا يحكمها عقل، حتى يجر أخواتنا إلى ما لا تحب ولا ترضى، ثم تجد نفسها قد أهدرت قيمتها وكرامتها وأخلاقها ولم تربح شيئاً!

3- المؤمن أختنا من بين أهل الأرض هو الذي لا يقلق على الغد؛ لأنه يؤمن أن قضاء الله لا رادَّ له، وأن الله يقضي لعبده الخير، وما يقضيه الله في وقتٍ سيأتي في هذا الوقت بالتحديد، فلن يعجل بالقدر رجاء، كما لن يؤخر بعدم الاهتمام، مستحضراً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) وأما غير المتدين فإنه يا ابنتي يخبط خبط عشواء، وهكذا الحال لكل فتاة غاب عنها هذا المعنى، تظل تنحدر ويستدرجها الشيطان إلى أن تجد نفسها ملقاة على المجهول، فلا ديناً حفظت، ولا شرفاً صانت، ولا أهلاً أكرمت، ولا زوجاً حصلت، فشتان بين الاثنين.

4- الشاب لم يتحدث معك عن شيء، وفي المقابل بدا منه سلوك غير أخلاقي حين وضع رقم الهاتف، وهذه إشارة سلبية تفسر عندنا بأنه قد فعل ذلك قبل هذا، أو أنه يحاول أن يستدرجك إلى قصة غرامية بعيداً عن محيط الشرع والعرف، وربما يكون ساذجاً، وهذا احتمال ضعيف.

5- احذري من التفكير فيه، واعلمي أن الشيطان لا يأتي إليك من باب المعصية، بل يأتي إليك من باب خفي مشتبه عليك فيه بين الحل والحرمة؛ ليقودك إلى معصية الله عز وجل، فاحذري استدراج الشيطان، ولا تضيعي نفسك وأهلك وقبل ذلك دينك.

وأخيراً: الشاب أحد اثنين: إما متلاعب بك يريد لك الشر، وإما صادق غافل، وفي كلا الأمرين الخطر محدق بك إن تجاوبت معه، ونصيحتنا لك الآن وفوراً أن توقفي التفكير فيه حتى يأتي بخطوة عملية شرعية، احذري من محادثته بعيداً عن دائرة الأعراف أو الشرع؛ لأنه ساعتها لن يحترمك، بل ولو كان يفكر في الزواج لن يأتي إليك بعد أن أهنت نفسك، وأما إن كان متلاعباً أو يريد الشر بك؛ فالابتعاد عنه من البداية أسلم لك وله.

أنت الآن قادرة ببعض التعب على دفع التفكير في الشاب، لكن إن استمر الحال فقد يكون يسر اليوم عسير الغد، وفي الختام لن يكون إلا ما قدر الله قضاه، نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفِّق.

المصدر: موقع مستشارك الخاص