مارست الشذوذ كثيراً وأنا نادم ومتعب؟؟
مارست علاقات محرمة على مدار سنوات عمري منذ بلوغي، ولا أعلم كيف اتجهت ميولي الجنسية لهذه الرغبة، فقط عشت طول حياتي أفكر في هذه الشهوة، وكيف أظفر بمن أشتهي، وأدمنت ممارسة العادة السرية كل يوم مرة أو مرتين لا أتخيل إلا الشباب… لم أشعر براحة نفسية أبداً لما أفعله سوى المتعة اللحظية عند الممارسة.. أطلقت لحيتي وحفظت القرآن، وصوتي جميل وأتصدر كثيرا للصلاة بالناس، حتى اشتهرت وسط كل معارفي وشيوخي وإخواني، تزامن ذلك مع استمراري على الممارسة اليومية، وإنشاء العلاقات المشبوهة مع الشباب مما ولَّد عندي حالة من اليأس والإحباط الشديد طوال السنوات الماضية، لم أتخلص منها لم أواجه نفسي مواجهة حقيقية، ولم أجرؤ على مصارحة أحد بمشكلتي، ولم أشعر بخطورة الأمر الذي أنا عليه إلا في الآونة الأخيرة، عندما تصدرت لعمل دعوى جاد، وإتمامي لحفظ القرآن كاملا، فلم أستطع القيام بما يجب علي، كل هذا كنت أفعله ويظن الناس بي خيرا كثيراً، ولا أستطيع إكمال عمل واحد…
حالات من اليأس والإحباط مستمرة، وإحساسي بأني أخادع الله والذين آمنوا، أحل مشكلات الناس وأصف الدواء، ولا أستطيع حل مشكلتي، والصراع بين الالتزام والانحراف، ورؤيتي لنعم الله علي الكثيرة مع عجزي عن الالتزام يحبطني ويقنطني.. ذهبت مؤخرا لطبيب نفسي جلسة واحدة أعطاني دواء، وقال لي قلّل من الأكل لتقل الإثارة الجنسية، ولكثرة ممارستي للعادة ضعف انتصاب الذكر والحيوانات المنوية مما يجعلني لا أفكر في الزواج. أرشدوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الفاضل:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
البداية: إن ما تعاني منه هو نوع من الشذوذ الجنسي، والغريب في هذا الأمر أنه لا يفرق بين كبير ولا صغير، ولا بين رجل ولا امرأة، ولا بين متدين ولا شرير، فهذا المرض يغزو كل صاحب أو صاحبة نفس مريضة، وهو ثغرة يسيطر بها الشيطان على الإنسان، وهو من أعظم الذنوب ورذائل الأخلاق ووضاعة النفس، ولا شك أنه دافع وشعور جيد أن ترى في نفسك التقصير والتأنيب فيما تفعل، وهو خطوة جيدة للعلاج إن شاء الله.
ثانياً: هل ما تعاني منه بسبب مرضى كخلل في بعض الجينات، أو نوع من النقص أو الفراغ العاطفي أو التربوي عند الصغر أو ما شابه ذلك، فإن كان السبب مرضًا عضويًّا كان أو نفسيا فلابد من مراجعة الطبيب مرة أخرى، وأقترح أن تقوم بتغيير الطبيب إلى آخر، وليكن طبيباً مسلماً ثقة قادراً على تفهم الأحوال والظروف التي تمر بها المجتمعات المعاصرة من الإفراط والتفشي في الأمور الجنسية، وأن تبذل المال مهما كان.. في سبيل العلاج.
ثالثاً: هل ما تعاني منه بسبب فراغ تمر به، أو عدم وجود دوافع للحياة تستحق أن تعمل من خلالها الكثير والكثير للمسلمين؟ فإن كان هذا فعليك بالآتي:
- تحويل مسار الغريزة من اتجاهها الشاذ (غير المثمر) إلى اتجاه طبيعي (أو أقرب إلى الطبيعي)، وهذا الأمر ليس سهلاً، ولا يحدث في وقت قصير، وإنما هو يحتاج إلى وقت وجهد ومجاهدة وصبر ومثابرة منك، ولابد أن توقن أنه لا بديل عن هذا الطريق، فليس من المقبول ولا من الممكن الاستسلام لما تفعل، وتذكَّر طوال الوقت قول الله تعالى: “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”.
- التعرف على عوامل الإثارة بتفاديها تماما، بالتوقف عن النظر بشهوة إلى الذكور، أو أية وسائل أخرى في هذا المجال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُتْبع النظرة النظرة” رواه الترمذي.
- اتبع قاعدة “إن الحسنات يذهبن السيئات” حينما تتورط في أي من الأفعال الشاذة عليك أن تقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ، كأن تصوم يوما أو عدة أيام، أو تتصدق بمبلغ، أو تؤدي بعض النوافل بشكل منتظم… إلخ.
- الدعاء واعلم أن الله سيوفقك إن علم صدق نيتك، ورأى بداية جهدك. وإذا كنت قد رجعت في توبتك قبل ذلك، ليرى منك الله هذه المرة إصراراً أكبر.
- تذكَّر النار، والتوبة قبل أن يأتيك الموت وأنت على المعصية.
- كن حريصاً على أن تكون على طهارة باستمرار.
- زر المرضى ومغاسل الأموات والمقابر.
- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله، واجتناب سخطه والانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية.
- العمل على تأمين أصدقاء صالحين تقضي معهم معظم أوقاتك.
- ضع في حافظتك وداخل جيوبك صورة لأعز الناس لديك، وعندما تهم بالأمر تذكَّر: هل ترضى له أن يتم به هذا الفعل الذي تفعله أو تهم به..
- المصدر موقع الاستشارات