إما أن أستنمي أو أشاهد الأفلام الإباحية، أيهما أخف ضرراً ؟

السؤال :

إذا ما كانت شهوة الفرج تتملك شخصيتي لقدر كبير، وأبحث عما يعرف بأقل الضررين، إذ كنت في بعض الأحيان أندفع نحو مشاهدة أفلام، وبين الحين الآخر الدخول في الممارسة الشخصية مع نفسي، فأيهما أقل ضرراً على ديني: مشاهدة الأفلام؟ أم الاستمناء؟ أيهما يحمل في طياته ذنبا أعظم، وإن كنت أعلم أن كليهما ذنب ؟

الجواب :

يا عبد الله ؛ نحن لا يخفى علينا – إن شاء الله – قدر ما تعانيه من تعب وألم وقلق، نعلم الصراع الذي تعيشه، بين مجاهدة الشهوات، والاستسلام لها، والوقوع في أسرها.

بين عقاب النفس على إلمامها بها، وترك الحبل لها على غاربه، لترتاح من قلقها.

لكننا نعلم أيضا أنك لم تصبر على مرارة العلاج، ولذلك لا تلبث أن تتركه، وتعود لمرضك منذ أول جرعة تتجرعها.

اعلم أن الداء لا يكون شفاء من الداء، بل لا يزيده إلا مرضاً !!

فالواجب عليك أن تسعى لأن تعف نفسك بالزواج، في أقرب فرصة تمكنك، وليس شرطا أن تتقيد بالرسوم والتقاليد الاجتماعية، بل تخفف منها قدر طاقتك، وبادر إلى الزواج بمن تعفك.

وإلى أن يتحقق لك ذلك : فاقطع نفسك تماما عن طريق الأفلام، وغض بصرك، وتعفف عن العادة السرية، وأكثر من الصوم، وأجهد نفسك فيه، وفي أعمال الطاعات، وفي كل عمل نافع مباح من أمر الدنيا والآخرة، ولا تدع نفسك عاطلا فارغا ؛ فنفسك : إن لم تشغلها بالحق، وإلا شغلتك بالباطل.

يا عبد الله ؛ إنما هي نزوة عابرة ونشوة آفلة، ثم تبقى الحسرة والندامة، ويا ليتها وقفت عند الحسرة في الدنيا وانقطعت بانقطاع آجالنا، إنما هي حسرة لا تموت، تتبعنا إلى حيث القبر والمحشر والوقوف بين يدي الديان، فعلام نخسر آخرتنا بأمر إن استعنا بالله، وصبرنا على الابتعاد عنه، وجاهدنا نفوسنا انتصرنا عليه بفضل الكريم الجواد.

وإليك بعض الوسائل التي من الممكن أن تعينك بحول الله وقوته على الابتعاد عن هذه الآثام:

– المسارعة للتوبة ومجاهدة النفس عليها.

– صدق اللجوء إلى الله أن يعينك على شر نفسك وأن يغلبك على شهوتك وأن ييسر لك طرق تصريفها في الحلال، وأن يصرف عنك الحرام وما قد يؤدي اليه.

– الحرص على الصلاة في وقتها، والاستكثار من النوافل.

– الحرص على الصيام، وقراءة القرآن.

– استشعار رقابة الله، وأنه حيي كريم، ستير، سبحانه ؛ فاحذر أن تهتك الستر بينك وبينه، فيهتك الله سترا، من مساويك!!

– احرص على الصحبة الطيبة التي تعين على الخير وترشدك إليه.

– اجتهد في ممارسة الرياضة، وشغل الوقت بالأعمال المفيدة مثل المطالعة.

المصدر: موقع إسلام وجواب