أعاني من الشذوذ الجنسي

أنا شاب أبلغ من العمر 17 عاماً، أعاني من الشذوذ الجنسي، بدأ معي منذ الصغر، عندما تعرضت للتحرش الجنسي، لا أذكر متى ولا كيف! ولكن أذكر أنه حصل لي ذلك، وبعدها ومع مرور الوقت بدأت أشعر بالانجذاب الشديد إلى الذكور، ولكن ليس لجميع الذكور، فأنا لا أميل إلى من هم في مثل سني، أو في مرحلة الشباب بشكل عام، ولكني أشعر بالانجذاب تجاه المتقدمين في السن، وأشعر بالنفور الشديد من الإناث، فلا أتعامل معهم إلا نادراً ولا أنظر إليهم، فيرى من حولي أن ذلك نوع من أنواع الاستقامة أو التقوى، ولكني أشعر بالذنب الشديد؛ لأن ذلك ناتج عن المرض الذي بداخلي وليس من التقوى، ومع مرور الأيام بدأت بمشاهدة أفلام اللواط، وممارسة العادة السرية، وبدأت أنظر للرجال بنظرات شهوانية، ولكنني بالطبع لم أمارس اللواط، ولم أفاتح أحداً بهذا الأمر ولو بحرف؛ خوفاً على سمعتي ورجاءً من الله أن يساعدني في التخلص من هذا المرض. حاولت أن أقلع عن العادة السرية أكثر من مرة، وأقلعت عنها فعلاً، ولكنني لم أستطع أن أتخلص من اللواط الذي بداخلي، فتراودني تخيلات وتصورات تجبرني على العودة إلى هذه العادة البذيئة، وإلى مشاهدة الأفلام مرة أخرى. أشعر أن حياتي تتدمر بفعل هذا المرض الذي يقودني للجنون، فأرجو أن تبين لي كيف أتخلص من اللواط؟ وكيف أكون معتدلاً جنسياً بطريقة علاجية دينية سليمة؟ آسف إن أطلت في وصفي، ولكنني أطلت في شرح التفاصيل؛ كي أنال الرد السليم، وشكراً جزيلاً.

المستشار: د.مأمون مُبيض

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك على تواصلك معنا، وصراحتك في طرح الموضوع.

ابني الفاضل: قد يصبح عند الشخص نوعاً من أنواع اضطرابات الهوية الجنسية، كأن يصبح عنده ميول الجنس المثلي (الجنوسية)؛ لأسباب متعددة تتعلق غالباً بالتربية وبظروف الحياة، كالتعرض للتحرش الجنسي، كما هو الحال معك، فيبدأ يشتهي الجنس مع جنسه، والأخطر من هذا عندما يبدأ بممارسة العلاقة مع شباب أو رجال آخرين، الأمر الذي لم تفعله، حماك الله.

طبعاً أمر التغيير والعدول عن هذا الميل المثلي وهذه الرغبة الجنسية ليس بالأمر السهل، خاصةً عندما لا يعتقد الشاب بأنه على خطأ، أو أن يرفض المساعدة والإصلاح، ولكن من أهم عوامل نجاح هذا التغيير: هو حماس الشخص وحافزيته للتغيير.

وأمامك طريقان للتغيير:

الأول: أن تمسك نفسك وتجاهدها؛ لتمنعها من هذا الميل، ومن هذه الرغبة بالممارسة الحرام، وأن تعتبر نفسك كأي إنسان آخر تراوده نفسه على الحرام، إلا أنه يمنع نفسه ويقاومها.

الثاني: إن صعب عليك القيام بالأمر من نفسك، فاتجه إلى أخصائي نفسي مسلم ملتزم، فأنت تحتاج لوقت من العلاج والإرشاد النفسي، وخاصةً من نتائج التحرش الذي تعرضت له في صغرك، وهنا يأتي دور الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي صاحب الخبرة في التعامل مع ضحايا الاعتداء الجنسي، ومع المصاب باضطراب الهوية الجنسية نتيجة هذا الاعتداء.

فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي قريب منك، وأن يكون طبيباً نفسياً مسلماً؛ لأن بعض الأطباء النفسيين غير المسلمين -وليس كلهم- أو غير الملتزمين، قد يقولون لك بما معناه: أنك جنوسي مثلي وهكذا خلقك الله، وما عليك إلا أن تعيش كما أنت!! بينما الطبيب النفسي المسلم الملتزم وصاحب الخبرة في الاضطرابات الجنسية؛ سيسعى لمساعدتك وإصلاح حالك.

ولا شك أن العادة السرية مع الخيالات الذكرية المثلية تزيد من شدة هذا الميل الجنوسي المثلي؛ لأنه يتغذى طوال الوقت بمثل هذه الخيالات المثيرة للرغبة الجنسية، ولذلك يقوم العلاج أحياناً على استبدال هذه الخيالات المثلية بالخيالات الغيريّة أي الخيالات الأنثوية، حتى يصبح الشاب ينجذب للأنثى أكثر من انجذابه للذكر.

وأخيراً: أوصيك بالحرص على رفع المستوى الإيماني في قلبك، وذلك بالتدبر في الأمر الذي خلقنا الله تعالى لأجله، وهو تحقيق العبودية له سبحانه، والإقبال على قراءة القرآن بتدبر وتفكر، والحرص على أداء الصلوات وغيرها من نوافل العبادات، لأن ذلك من شأنه أن يشكل لك حماية وسياجاً وعوناً من الله تعالى في البعد عن هذا الأمر، وقد أخبرنا الله تعالى بقوله: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ). نسأل الله تعالى لك العفة والصلاح، وأرجو أن يكون في هذا ما يعين، وحفظك الله من كل سوء.

المصدر: موقع راف