أدمنت أفلام المثليين، كيف أتوب ؟
أنا طالبة، عمري 16 سنة، أعشق الشاذين جنسياً من الرجال، ولا أحب النساء كحبي للرجال، والذي شجعني وجعلني أحبهم بهذا القدر من الحب رجلان ألمانيان، أدمنت على مشاهدة أفلامهم في الـ YouTube وأضفت واحداً منهم بالـFacebook، وكان يخبرنا عن كل أفلامه التي ستنزل في الـYouTube، ولا يمر يوم دون أن أرى جزءاً من أفلامهم، وأصبحت أكره النساء بشكل عام، وأشعر باشمئزاز عندما أرى الشاذين منهم، وأتمنى أن أقلع عن هذه العادة ولكن دون جدوى! فما الحل؟ وما حكم رؤية مشاهدة أفلام الـشواذ دون لقطات إباحية ؟
المستشار: أ.هاشم الأهدل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي السائلة، هداك الله للخير وأبعد عنك كل شر، دخولك عالم المواقع الإباحية في هذه السن المبكرة خطير جداً من الناحية الشرعية ومن الناحية الفطرية، فكما أن هذه المواقع بشتى أنواعها محرم شرعاً ولا يجوز النظر إليها، إلا أنها بالإضافة إلى ذلك تشوه فطرتك السليمة، وتصيبك بالإدمان عليها، وتؤجج نار الشهوة والغريزة لديك حتى توقعك في الحرام -حمانا الله وإياك-.
وكثير من الفتيات تظن بأن مشاهدة المقاطع الإباحية في البداية ينتهي بمجرد المشاهدة والنظر، والصحيح بأن هذه المقاطع تهدم الدين والدنيا معاً، فكيف بفتاةٍ تشاهد هذا الكم الهائل من المقاطع أن تصبر على نار الشهوة، أو أن تعيش مستقرة مع زوج المستقبل، أو أن تتلذذ في صلاتها وعبادتها؟
بل وصل الأمر في كثير ممن ابتلوا بهذه المقاطع إلى انتكاس هذه الفطرة عن وضعها السليم، كما حصل لك أختي -هداك الله-.
أختي -وفقك الله-، مشكلة ارتياد المواقع الإباحية هي مشكلة عويصة، وتحتاج إلى صبر ومجاهدة، ولا بد أن تعلمي بأنكِ أنتِ التي أصبت نفسك بهذا الداء ابتداءً؛ لأن الإنسان مأمورٌ بغض البصر وليس إطلاقه، فما بالك بالبحث عن هذه المثيرات التي لا يستطيع أن يتحملها أي أحد في قلبه ذرة من شهوة فطرية، ولكن ليس معنى ذلك نهاية المطاف، فكما أنكِ أنتِ التي تسببت في عشق قلبك لهذه المناظر والصور فأنتِ الوحيدة القادرة بعون الله على الصبر والمجاهدة في تركها، واحذري من اليأس، فالأمر يحتاج إلى صبر وصدق مع الله، وبذل وتجلد ولكنه ليس مستحيلاً أبداً.
ولكن لا بد من الشعور بهذا الخطأ والذنب، والندم عليه، وعدم الاستسلام لهذا الواقع والرضا به، واليأس من الإصلاح والتغيير، فالفرق بين المؤمن والفاسق أن الفاسق يفعل المعصية ولا يندم ولا يشعر بالندم، أما المؤمن فقد يضعف ويقع في المعصية، ولكنه لا يستمر، ولا يجاهر، بل يتوب ويندم، ويبكي، ويبذل من الطاعات والخير ما يكفر ذنبه ويغسل خطيئته.
أوصيك بهذه الوصايا المعينة على ترك مشاهدة هذه المواقع المحرمة:
1- لا بد أن تتأملي وتفكري كثيراً في الآثار المترتبة على الاستمرار في مشاهدة هذه المواقع، مثل الإدمان عليها، وممارسة العادة السرية، وفساد الفكر والقلب، والبعد عن الله عز وجل، وقسوة القلب، وصعوبة التخلص من الأفكار السيئة المترتبة عليها، وضعف مراقبة الله عز وجل وخشيته، والتفريط في بر الوالدين وأداء الفرائض، وحصول غضب الله عز وجل .
2- بادري بالتوبة فوراً، والاستغفار، والندم، والعزم على عدم العودة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَذَكَرَهُ ، فَتَوَضَّأَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ إِلا غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ) فالتوبة بسيطة وسهلة، ولكن تحتاج إلى الصدق مع الله، والعزم والمجاهدة على عدم العودة.
3- ابتعدي عن كل دواعي الوصول لهذه المواقع، كتخفيف ساعات الجلوس على الإنترنت، أو عدم الجلوس على الإنترنت بمفردك، أو مسح هذه المواقع وتركيب برامج للحماية منها، أو عدم الجلوس على الإنترنت إلا لحاجة وإغلاقه مباشرة بعد القضاء منها، وقد تجدين صعوبة في البداية، ولكن مع المجاهدة والصبر ستستطيعين بإذن الله.
4- املئي وقت فراغكِ بما يفيد سواءً بالطاعات أو المباحات من رياضة ونزهة أو جلوس مع الأهل، وإذا وجدت أن لديك فراغاً فلا تفكري بتاتاً بالأفكار المثيرة للشهوة، وادفعي هذه الأفكار من أولها، ولا تسترسلي معها؛ لأن هذه الخواطر والأفكار تتطور وتدفعك للبحث عن مثل هذه المواقع.
5- حافظي على الصلوات في أوقاتها، واحرصي على أدائها بخشوع وسكينة؛ لأن الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وفيها يبث العبد همومه لمولاه، ويستغفره ويتوب إليه، وحافظي على الأذكار والأوراد اليومية، وحددي لك ورداً من القرآن تقرئينه يومياً.
6- احرصي على بر والديك، وابذلي جهدك في ذلك فهما مفتاح الجنة، واطلبي منهم دائماً الدعاء لك ومساعدتك في تطوير نفسك في شتى الجوانب .
7- حاولي البحث عن رفقةٍ صالحة تُعينك على الخير، من زميلات المدرسة، أو القريبات، أو مراكز تحفيظ القرآن الكريم، أو القريبات.
8- أكثري من دعاء الله عز وجل في أوقات السحر، وأثناء السجود، وبين الأذان والإقامة، وفي كل وقت؛ بأن يعفك بالحلال، ويغنيك بحلاله عن حرامه، وأكثري من الذكر والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
9- إذا غلبك داعي الشهوة فلا تستسلمي، وتذكري قول الله تعالى: (إني أخاف الله رب العالمين) وقوله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام (قال معاذ الله) وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (النظرة سهمٌ من سهام إبليس من تركه مخافة الله أبدله الله حلاوة للإيمان يجدها في قلبه) وإذا صدقت توبتك وتركتها لله فستجدين لذة الإيمان في قلبك.
10- إذا جاءتك لحظة ضعف، وراودك الشيطان لمشاهدة الحرام واستسلمتِ له، فلا تتمادي وتستمري، ولكن بادري بالتوبة والندم مباشرة، وارجعي وأقلعي، ولا تسترسلي في الحرام؛ لأن الشيطان يريد منك أن تستسلمي، وأن تقولي لا أستطيع، وأنا مدمنة على هذا…فتقعين في الحرام دون التوبة، ولكن جاهدي واصبري، وابذلي الأسباب، وسيعينك الله، وإذا وقعت فبادري بالتوبة والرجوع، واجتهدي في أعمال صالحة تكفرين بها عن ذنبك؛ قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبّهِ عَزّ وَجَلّ قَالَ: “أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ)
11- لا تحدثي أحداً بهذه الأخطاء التي تقعين فيها، واجعليها بينك وبين الله، واطلبي من الله الستر والغفران.
12- قد يكون من الصعب انقطاعك عن هذه المحرمات في البداية، ولكن لا بد من بذل المزيد من الصبر والمجاهدة، فابذلي جهدك، واصبري عما حرم الله، وأبشري بالخير والأجر من الله، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
آمل أن تبشرينا قريباً بنجاحك في التخلص من هذه الأخطاء وعلاجها بإذن الله، وإذا واجهتك أي عقبة فنحن في خدمتك.
المصدر: موقع مستشارك الخاص