يصعب علي الزواج ، كيف العفاف ؟؟
السلام عليكم
أنا شاب عمري 26 سنة، أريد الزواج ولكن ليس عندي القدرة الآن ولا بعد أربع أو خمس سنوات بسبب صعوبة الحياة وغلاء المعيشة والمهور وطلبات آباء البنات شبه المستحيلة، وصراحة أنا لا أنفك أفكر في الجنس، وأعتقد أن هذا طبيعي، فأنا في النهاية من بني آدم وبشر ولحم ودم، وأفكر أيضاً كيف أن الشريعة الإسلامية حرمت العادة السرية، فنحن نعلم أن الأحكام الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولكن الغريب في الأمر أن موضوع العادة السرية مختلف؛ حيث لم يكن زمن الرسول – عليه الصلاة والسلام – كزمننا نحن الآن من حيث المغريات الدنيوية أو على الأقل كان لا أحد يرى البنات في ذلك الوقت كاسيات عاريات مثل الآن والله إن الإنسان في هذا الوقت يرى أشياء لم يتوقع أن يصبح مستوى الناس إلى هذا الحد من الانحطاط، ولكن لنبقى في الموضوع وسأعترف بأمر:
أنا إنسان ضعيف ولا أنفك أفكر في هذه الأمور، وأعلم ماذا سيكون الجواب أن العادة السرية مضرة والصوم لنا وجاء، ومحاولة عدم النظر إلى ما يحرك الشهوة …الخخخ.
والسؤال هنا وماذا بعد فأنا شاب ولدي رغبات طبعاً فكيف سأجد طريقة لإخراج رغباتي بالحلال؟ هل هناك طريقة غير الزواج؟ والجواب أكيد لا وألف لا، وأنا لا أستطيع الزواج فهل هذا عدل؟ لا والله، ولا أنفك أفكّر أنني أحب الأولاد وأريد إنحاب الأولاد وتكوين أسرة جميلة مع زوجة متفهمة للحياة وترعاني وأرعاها وأحبها وتحبني، ولكن يبدو أنها أحلام يقظة ولا فائدة، والحقيقة أنا لا أستطيع الصبر لخمس سنوات أخرى على هذا الوضع، فهل من حل عندكم؟
وشكراً.
الإجابــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنحن ندرك مدى المعاناة التي يعيشها أبناؤنا الشباب وكذا بناتنا الشابات، ونسأل الله تعالى أن يتولاهم بعونه وحفظه.
ومما يزيد في نفوسنا الأسف والحزن أن هذا الوضع الذي نراه من تعقيد أمور الزواج هو وضع نصنعه بأيدينا، فنضع على أنفسنا جملة من الأغلال والقيود ونحمل أنفسنا الأعباء الثقيلة، مبتعدين عن هدى الله تعالى لنا الذي وضع عنا الآصار والأغلال وخفف علينا، وقال لنا سبحانه: ((يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)) [النساء:28].
فالشرع الحنيف يدعو إلى تيسير الزواج ويعد الله المتزوجين بأن يغنيهم من فضله إن كانوا فقراء، ويحث على تقليل المهر ما أمكن، إلى غير ذلك من التدابير الكثيرة التي تجعل من الزواج أمراً سهلاً يسراً، فأين نحن وما نعيشه من هذه الشريعة السمحة؟
وفي المقابل نجد أن الله عز وجل شرع جملة الأحكام لحفظ المرأة ومنع الافتتان بها، فخالف الناس وخرجت المرأة متبرجة وحضرت في كل مكان، وكأن هناك خطة محكمة لجر الشباب والشابات إلى الرذيلة جراً، فالحلال صعب عسير والحرام سهل يسير.
فنسأل الله تعالى أن يرد هذه الأمة إلى رشدها ودينها رداً جميلاً.
وفي هذا الواقع نقول لك أيها الأخ الحبيب ولكل شاب وشابة هذا من البلاء الذي امتحنكم الله وابتلاكم به ليرى سبحانه صبركم فيوفي من يعف أعظم الأجور.
فالحل في هذا لمن لم يقدر على الزواج الصبر والتعفف كما قال الله: ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)) [النور:33].
وقد شرع سبحانه جملة من الأسباب التي تعين المتعفف على تعففه منها:
1- غض البصر.
2- الابتعاد عن مواطن الفتنة والريب.
3-الإكثار من الصوم فإنه وجاء.
4-الاشتغال بالنافع من الدنيا والدين.
5- صحبة الأخيار والصالحين.
إلى غير ذلك من الأسباب النافعة.
وحث على السعي لتحصيل الزواج ووعد سبحانه وتعالى من يسعى ليعف نفسه بالزواج بالإعانة، فقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم.. وناكح يريد العفاف)، فنوصيك أيها الحبيب أن تأخذ بهذه التوجيهات وسيكون لك فيها الإعانة والتسديد إن شاء لله، وأهم ما ينبغي أن نذكرك به هو إحسان الظن بالله تعالى، وأن تعتقد أنه قادر على أن يغنيك من فضله وييسر لك قضاء حاجتك فإن هذا عليه يسير سبحانه، فأحسن به الظن، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).
أما اللجوء إلى العادة السرية فليس هو الحل لهذه المشكلة فإن هذه العادة لا تقضي على الشهوة بل تزيدها مع ما فيها من أضرار نفسية وبدنية.
ولو كانت حلاً ناجحاً لشرعها الله جل شأنه، ومع هذا فإن الشاب إذا خشي على نفسه الوقوع في الزنا ولم يبق أمامه إلا خيار الزنا أو العادة السرية فإنه يجوز أن يفعلها ليس لأنها حلال ولكن لأنها أخف الضررين.
والله ولي التوفيق والسداد.