أدمنت المواقع الإباحية وزوجتي على علم بذلك، فكيف العلاج؟
السلام عليكم
أكتب لكم مشكلتي ولن أطيل عليكم شرحاً، فوقتكم أثمن من أن يضاع، ومشكلتي تتلخص في أنني ابتليت بمشاهدة الأفلام الجنسية، والصور المحرمة، لمدة طويلة وأدمنت مشاهدتها، وقد تبت إلى الله مراراً وتكراراً، ولكن ما إن تمر فترة وجيزة حتى أتخبط في الوحل أكثر من ذي قبل.
مرت الأيام وشاء الله أن تكتشف زوجتي الأمر، ووقفت معي تساندني بكل صبر وثقة وأمل، وفي كل مرة يخيب ظنها بي، فأصيبت بالألم والحسرة والضيق، حتى أصبحت تشعر بما أفعل، حتى وإن أنكرتُ ذلك، حيث أنها تنام ولكن تستيقظ فجأة، وقد ضاق صدرها وتكون قد رأت في المنام رؤيا تشعرها بالضيق والتعب، فتعلم يقيناً وبلا شك بأنني عدت لمشاهدة المحرمات، وفعلاً يكون كلامها صحيحاً!
ضاق صدرها كثيراً، وساءت أحوالها وأرهقها الهم والغم والتعب، فقد صبرت معي أكثر من سنتين، وأنا بين توبة وانتكاسة وألم وأمل.
بحثنا عن حلول للمشكلة، وبدأنا بتطبيقها، ولكن تعود الأمور أسوأ مما كان.
طلبي منكم أن تدلوني على الطريق، وكيف أحقق التوبة؟ وكيف تتخلص زوجتي من الهموم التي أصابتها؟ وما تفسير الشعور الذي تشعر به من الضيق والأحلام التي تراها؟ وكيف أعيد إليها الثقة بعد أن انعدمت أو كادت، أطلب منكم نصيحة لي ولزوجتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونعبر عن سعادتنا بالمشاعر النبيلة التي دفعتك للسؤال، وهذا دليل على أنك تستنكر ما تقوم به، فالإثم ما حاك في صدرك وتلجلج فيه وكرهت أن يطلع عليه الناس، وأسعدنا أكثر أيضًا هذا الدور الكبير الذي تقوم به الزوجة التي نتمنى أن تستمر في مجهوداتها وتعينك على الخروج من هذا المأزق، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.
نذكر بأن نظر العظيم إليك أسرع من نظرك إلى هذه المخالفات، ونخوفك من أن الإنسان إذا أدمن هذه المسائل ألا يخاف أن تخرج روحه وهو يشاهد مثل هذه الأشياء؟ كتلك الفتاة التي ماتت والريموت في يدها وهي تشاهد قنوات سيئة لتُبعث وتلقى الله على تلك المعصية.
أَمَا آن للإنسان أن يخاف من التمادي فيما يُغضب الله تبارك وتعالى، فإن العظيم يستر على الإنسان ويستر عليه، لكن إذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتكه وخذله وفضحه، فاحذر من مكر الله تبارك وتعالى، وتجنب ما يُغضب الله تبارك وتعالى، قال تعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } سورة النور الآية 63.
نحب أن نؤكد لك أن هذه المحاولات المتكررة لا ينبغي أن تدعوك إلى اليأس ولا الإحباط، لأن هذا ما يريده الشيطان، بل ينبغي أن تُجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وتتذكر دائمًا أن أسوأ الناس هم الذين إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، أصحاب ذنوب الخلوات، فتعوذ بالله من أن تكون منهم.
اعلم أن هذه الزوجة التي تعيش معك بمشاعرها، وتحاول أيضًا أن تتوب لكنك تنتكس، ينبغي أن تكون مصدر تشجيع بالنسبة لك، وينبغي أن تكون لها أيضًا روح طويلة حتى تنتصروا على عدونا الشيطان، فهمّ هذا العدو أن يصد عن التوبة ويصد عن الخوف من الله ويصد عن ذكر الله.
إن كان من وصيَّة للزوجة فهو الاستمرار بالنصح لك والوقوف إلى جوارك، وتذكيرك بالله تبارك وتعالى، وتجنب الإحباطات، وتجنب العبارات التي تُشعر بالإحباط، فأنت باختصار بحاجة إليها في أن تعينك على الشيطان وليس العكس، لأن هم هذا العدو أن يوصلك إلى اليأس حتى تشعر بالإحباط، ولكن نذكرك أن الله هو الغفار، وأن هذا العدو سيهرب بذكرك لله، ويندم على توبتك، ويتأسف على استغفارك، ويبكي إذا سجدتَ لربنا تبارك وتعالى، فارفع أكفَّ الضراعة إلى الله، واطلب من زوجتك أيضًا أن ترفع أكفَّ الضراعة إلى الله تبارك وتعالى، وينبغي أيضًا أن يكون خوفك من الله لا لعلم الزوجة ومعرفتها، ولا شك أن هذا دليل على اتصال الزوجة بك وعلاقتها الوثيقة بك وحبها الشديد لك، وأيضًا الإنسان إذا فكر في هذه الأمور قبل نومه فإنه يأتيه ما يفكر به.
المرأة طبعًا عندها حساسية شديدة، حتى بعضهم الآن يسميها (الحاسة السادسة) بمعنى أنها تشعر ببعض الأمور، ولكنا لا نريد لها أن تمضي مع مثل هذه الأمور، بل ينبغي أن تكون مصدر تشجيع بالنسبة لك.
المصدر: موقع إسلام ويب