كيف أتعامل مع أصدقاء السوء السابقين؟؟

عصيت الله تعالى في الصغر مع أبناء الحي، ولكني الآن قد تبت ولله الحمد، ولكن كيف أتعامل مع هؤلاء في هذا الوقت؟، علماً بأننا نعيش في حي واحد ولا أستطيع تغيير البيئة، ولكني أيضا لا أمشي معهم وشكرا؟

المستشار: أ.هاشم الأهدل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,

أهنئك أخي الحبيب على توبتك، وأسأل الله أن يثبتك على طريق التوبة ويبعدك عن الفواحش والآثام، وأبشر بالخير من الله فإن الله تعالى يقول: (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) آل عمران الآية 35، وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك – أخطأ من شدة الفرح )).

فمقام التوبة من أعظم المقامات عند الله، فهنيئاً لك التوبة فاحرص على الاستمرار عليها والاجتهاد في الثبات على ما يرضي الله والبعد عما حرم.

وقد أحسنت بحرصك على البعد عن البيئة السابقة التي وقعت معها في أخطاء أو فواحش، لأن الإنسان قد يضعف أمام الصحبة السابقة، ويتذكر الماضي في لحظة غفلة أو ضعف، ولأن أصحابه السابقين أعلم بنقاط ضعفه والتأثير عليه، وقد يتأثر من ضغطهم عليهم واستهزائهم به وبتوبته، وقد يصل الأمر من بعض رفقاء السوء إلى التهديد بفضح صاحبهم إذا قرر التوبة والبعد عن الحرام، وأنت ولله الحمد مدرك لخطر مخالطة الصحبة القديمة، وأثرهم السلبي عليك، ولكنك تذكر صعوبة تغيير البيئة بسبب أنهم في نفس الحي الذي تسكنه ويصعب عليك تغيير السكن.

وهناك حلول أخرى وطرق للابتعاد عنهم حتى لو بقيت في نفس الحي ومنها:

1-لا بد من أن تبحث عن صحبة صالحة تعينك على طريق الخير من زملاء الدراسة أو الجيران أو الأقارب، أو تعمل في أعمال تطوعية لتكسب الخير وتجد الصحبة الصالحة.

2-إذا أشغلت وقتك في حاجة أهلك وبر والديك، ثم في عمل خير وصحبة وصالحة فسيقل مكوثك في الحي وسيسهل الابتعاد عن البيئة القديمة.

3- إذا اضطررت للمرور على بعض الرفقة القديمة بشكل عابر في الطريق أو في محل أو مسجد، فلتكن علاقتك مجرد السلام الطبيعي دون حصول استرسال في الحديث أو تذكير بالماضي، واحرص على أن تكون جاداً ولا تتساهل مع من يريد تذكيرك بالماضي السيء، طبعاً إلا من شعرت منه قربه للخير وحبه لك فلا بأس من أن تحاول التأثير عليه ودعوته للتوبة والرفقة الصالحة.

4-أكثر من الطاعات والعبادة والتقرب إلى الله قال تعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) هود الآية 114، وأكثر من الدعاء والتقرب إلى الله واسأله الثبات والصبر .

وفقك الله لكل خير وتقبل توبتك وثبتك على الحق والهدى.

المصدر: موقع مستشارك الخاص