أصدقاء سوء أفسدوني، كيف أبتعد عنهم ؟

كيف أتخلص من المعاصي وأبتعد عن رفقاء السوء؟

د. أحمد المحمدي

السؤال

ماذا نعمل للابتعاد عن الزنا مع نسيان الماضي؟ وكيف نتخلص من الضيق؟

وكيف أكون مرتاحاً في حياتي؟ وكيف نبتعد عن أشخاص السوء؟ وكيف نعبد الله؟

الإجابــة

وبخصوص ما ذكرت فهو يندرج تحت ثلاث نقاط:

– الابتعاد عن الزنا وعن معاصي الله عامة.

– كيفية التخلص من قرناء السوء.

– كيفية التخلص من الضيق أملا في الراحة.

الزنا لفظة يقشعر منها البدن، ويرتجف لها القلب، وترتعد لها النفس، فهي جريمة بشعة نسأل الله أن يصرفها عن كل مسلم، وأن يغفر لمن وقع فيها.

ولأن رحمة الله واسعة، ومغفرته قريبة، فقد جعل باب التوبة لمن وقع في الزنا مفتوحاً، إذا كان صادقاً في توبته، نادماً على ما بدر منه، عازماً على تركها.

وهذه بعض النصائح للابتعاد عن مثل هذه الجريمة:

1-استحضر عظمة الله ابتداء، وراقبه، واعلم أنه مطلع عليك، بصير بحالك في ليلك ونهارك، في سرك وجهرك، واعلم أن عظمة الله ومحبته لو تمكنت من قلبك فلن تقدر على المعصية.

 

2-تذكر باستمرار صرعة الموت، والوفود على الله للحساب، وضمة القبر، وما يتبعها من أهوال، ويوم القيامة وما فيه من عذاب، واستحضر حال من قبض ومات، وهو على الزنا كيف يقابل ريه؟

3-لا تتحدث عن المعصية، ولا تشهر أمرك، ولا تعترف على نفسك بشيء مما يكون بين الأصدقاء من حديث، بل يكفيك توبة الله، والستر من الإسلام، والشهرة لون من ألوان الجهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافون إلا المجاهرين –أي إلا المجاهرين بالمعاصي – وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل الذنب بالليل فيستره الله، فيصبح فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا، فيبيت يستره الله ثم يصبح فيهتك ستر الله عليه).

4-اجتهد في الإكثار من الحسنات، وتعددها بين صلاة وذكر وصدقة وغيرها، كما قال تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ – أي ساعات قريبة من الليل – إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } سورة هود الآية 114، وقال صلى الله عليه وسلم: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).

5- ابتعد عن قرناء السوء وأصحاب المعصية، وخاصة من يذكرونك بهذا الشر العظيم، ويمكن أن تتبع أربعة أمور للابتعاد عنهم:

– إيجاد عناصر من الأصدقاء المتميزين والمتدينين، والجلوس معهم، والتودد إليهم، والاقتراب منهم، والحرص على التواصل عن طريق اللقاءات، وإن تعسر عن طريق الجوال والرسائل والإيميلات.

– عدم تحديد مواعيد لأصدقائك السيئين، والابتعاد عن أماكن تواجدهم، ومسح أرقامهم من جوالك، وإن تعسر ذلك ولزم الأمر لا محالة فاحرص أن يكون اللقاء معهم في صحبة بعض الأخوة الصالحين.

– الظهور العلني أمام الأصدقاء السيئين –إن لزم الأمر ولم يكن بد من الابتعاد- بمظهر التائب والإعلان عن ذلك وإهدائهم أشرطة وكتيبات إسلامية تحث على التوبة.

– اجتهد في إشغال وقتك بصورة منظمة حتى لا تشعر بأوقات فراغ تذكرك بهم، أو تحرضك على الاتصال بهم.

أما كيفية التخلص من الضيق أملاً في الراحة، فاعلم -أخي الكريم- أن الضيق الذي تشعر به هو من جراء المعصية، وأن أفضل الطرق للبعد عن ضيق الصدر ذكر الله عز وجل :” أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” الرعد الآية 28.

والراحة في الطاعة، ولن تجدها إلا في قربك من الله، وأنسك به، وابدأ الليلة في القيام لله بركعتين في الثلث الأخير من الليل، وأطل السجود بين يديه، واشك له كل ما تريد الشكاية منه في حياتك، وأكثر من الدعاء بكل ما تحتاج إليه، وستجد تغيرا هائلا في نفسيتك.

المصدر: موقع إسلام ويب