تعرض أبنائي لمشاهد جنسية من جهازي ، أنقذوني !!

أولا: أرجو ألا تلوموني، فأنا في غنى تام عن اللوم والعتاب؛ لأن قلبي يتمزق بما فيه الكفاية، ونفسي مشتتة وأتألم على مدار الدقيقة منذ أن وقعت المصيبة.

لدي ابنة عمرها 6 سنوات، وابن عمره 3 سنوات، تعرضا لمشاهد جنسية عنيفة جدا كانت على الكمبيوتر الذي أعمل عليه، كنت قد تركت جهاز الكمبيوتر مفتوحا، والبنت معتادة على تشغيل أفلام الكرتون بمفردها.

لا أدري كيف حدث، وبطريقة ما.. كنت متواجدا معهم في الغرفة والكمبيوتر مفتوح، والأمر طبيعي، دخلت المطبخ، وتركتها تحاول تشغيل الكرتون، فجأة عدت من المطبخ ووجدت المقاطع الجنسية شغالة.. أغلقت الكمبيوتر بسرعة -مدة المشاهد كانت دقيقتين تقريبا- واخترعت قصة سريعة، فأخذت أقول: “من أين أتت هذه الأشياء؟”. ردت المسكينة علي: “لا أعلم”، فقلت: هذا الـ”سي دي” أتى به فلان.. فيه مثل هذا، أشياء وسخة وقرف.. هذا حرام”.

ثم أخذت التليفون وأوهمتهما بأني أتصل بشخص ما، وافتعلت حديثا بأن “تعالى خذ السي دي بتاعك ده، وأنا حقول لأبوك، ودي حاجة مش كويسة، ولا تحضر لنا شيئا آخر”، وقفلت. وبعد 10 دقائق افتعلت اتصالا آخرا، وكأنني أصرخ فيه، ثم كسرت السي دي أمامهم.

شعرت أن لدى ابنتي 100 سؤال وسؤال، وأنا مشلول، “مش عارف أفكر أو أقول إيه”.

أخرجتهم من الغرفة بحجة أني سوف أشغل الكمبيوتر حتى أتأكد ألا يكون عليه شيء آخر، وأحببت أن أعرف ما هي المشاهد التي قد تعرضوا لها، فوجدتها أنها عبارة عن 7 مقاطع، وكلها جنس واضح بأشكاله وقوي جدا، وكلها ليست مشاهد بسيطة بالمرة، ثم خرجت وأدخلتهم مرة أخرى، وشغلت لهم الكرتون.

وبعد الفيلم حاولت أن تسألني عن الولد الذي أتي بالسي دي، فأخبرتها أنه سيئ وأني كسرته، فسألتني عن السبب، فأخبرتها بأنه “مش كويس”.

أنا أعرف أن لديها أسئلة كثيرة جدًّا، ولا أعرف كيف أوضح لها الأمر، أو بأي أشرح طريقة.. أشعر بحيرة، طبعا أنا أشعر أنهما كانا في حالة ذهول وتركيز غير عادي.

أرجوكم.. أنقذوني، ماذا أفعل؟، هل من الممكن أن تنسى ابنتي مثل هذه المشاهد؟، أعتقد أن الصغير ذو الـ3 سنوات قد ينسى مع مرور الوقت، ولكن البنت 6 سنوات، لا أدري ماذا سيظل بعقلها وبنفسيتها، وكيف ستتعامل مع الأمر.

أنا مرعوب مرعوب مرعوب، وفي غاية الحزن والاكتئاب…

لم أخبر زوجتي بذلك، لا أريد أن أصدمها وأسبب لها ما أشعر به، وقد تشعر بألم أكثر مما أشعر به ألف مرة، ولا أخشى مسألة العتاب واللوم منها أو الزعل بقدر ما أخشى عليها وعلى نفسيتها أن تعرف أن أبناءنا تعرضوا لمثل هذا الأمر الخطير.

أرجوكم أنقدوني بالرأي السديد بالتفصيل.

يقول د/عمرو أبو خليل
إنك لا تستحق اللوم أو العتاب، فاللوم والعتاب يكونان في الأخطاء التربوية البسيطة، أما الجرائم التربوية فتستحق أن يحرم مرتكبوها من كرامة الأبوة وفضلها، فتنزع منه بنوة هؤلاء الأطفال الذين عرضهم لهذا الخطر الداهم والكارثة الكبرى.

بالطبع هناك دراسات عديدة أجريت عن أثر تعرض الأطفال الصغار للمشاهد الجنسية أو العلاقات الجنسية، وكانت النتيجة أن لهذا الأمر بالفعل تأثيرًا سيئًا على نفسية الأطفال، ويصيبهم بحالة من الدهشة والصدمة، وتصبح لديهم فرصة أكبر للإثارة المبكرة، كما أنهم قد يقعون في دائرة تقليد ما رأوه دون إدراك لماهيته.

ولكن هذه الدراسات ركزت على مسألة التعرض المتكرر لمثل هذه المشاهد، بمعنى أن التعرض القصير والسريع لمرة واحدة يحدث حالة الاندهاش والصدمة، وقد تظل الصورة عالقة في أذهان الأطفال لفترة، ولكن إذا انقطع التعرض ولم يتكرر فإن احتمالات النسيان تكون عالية، كما أن عدم حدوث الآثار السلبية وارد؛ ولذا فإن الكرة في ملعبك الآن أيها الأب الفاضل، فمن المهم ألا تتكرر هذه الجريمة الشنعاء.

لا أعرف أي شعور بالمسئولية يجعلك تفتح مثل هذه المواقع وأنت وسط أولادك وفي بيت الزوجية! أي سقوط هذا وأي استهتار!.

إنها رسالة إنذار وتحذير قوية من الله المطلع على الأسرار أن فضحك أمام أطفالك؛ لأن الفضيحة في المرة القادمة ستكون أقوى أثرا، وأشد عنفا.. فاتق الله في نفسك أولا ثم في زوجتك ثانيا ثم في أطفالك أولا وثانيا.

إنها القارعة التي تحل بالإنسان أو بالقرب من داره، فإما أن يفيق ويرعوي أو لا يلومن بعد ذلك إلا نفسه، ولن ينفع الندم عندها!..

سيزول الأثر بإذن الله، ولكن بشرط عدم التكرار، والأهم هو تقوى الله عز وجل حتى يبارك لك في أطفالك وزوجك..
سامحك الله وغفر لك..

وتقول محررة الصفحة:
ليس من الضروري فتح حوار مع أبنائك حول الموضوع كما قال د.عمرو، فإن شاء الله سينسى الأمر مع مرور الوقت، ولكن من المهم أن تلتفت إلى متابعتهم وملاحظة تصرفاتهم بتركيز، وبدون أن تشعرهم بأنهم مراقبون أو تضيق عليهم، فمسألة التقليد التي تفضل د. عمرو بالإشارة إليها واردة جدا، ومن الممكن أن تحدث من باب التقليد والفضول أو اللعب أو الاكتشاف، وعليك الانتباه..

ونظرا لتغيبك عن البيت لأوقات قد تطول -بالتأكيد- بسبب العمل، فمن الضروري أن تنتبه والدتهم لهذا بشكل واضح، وألا تعتبره مجرد لعب أو سلوك عابر.. عليك أن تلفت انتباهها إلى الأمر بطريقة غير مباشرة، فيمكنك أن تختلق قصة كما اختلقت من قبل.. أخبرها أن ابن صديق لك تعرض لهذا، أو أنك قرأت القصة على أحد المواقع أو ما شابه، واطلب منها الانتباه للأطفال أيضا دون إشعارهم بضغط، أو تضييق عليهم في اللعب.

كما أن على كليكما البدء في التثقيف الجنسي لأبنائكما وفقا لمرحلتهما العمرية، والرد على أسئلتهما بصراحة وعلى قدر السؤال -إن سألا- وفقا لسنهما أيضا، فمن المهم أن يعي الطفل الحقائق بالتدريج المناسب لسنه، بحيث لا نضعه أمام إجابات مبهمة غير واقعية، فنزيد من فضوله وندفعه إلى البحث في غير إطار الأسرة، فيمكنكما تعليمهما الثقافة جنسية بلا إثارة، من خلال تعريفهما على أعضائهما، خاصة وأن الطفل يبدأ في التعرف على جسده واكتشافه من سن الثلاث سنوات تقريبا، وربما أقل، وتعويدهما الحفاظ على أجسامهما، ونظافتها، وكيفية الحفاظ عليها، وضرورة ألا نتعرى أمام أحد، وألا يقترب منا أحد.

تخشى على زوجتك من الزعل، وعلى نفسيتها من أن تعرف أن أبناءكما قد تعرضا لمثل هذا الأمر الخطير.. ولم تتوقع أن تكون مصيبتها أكبر حين تعرف بأن زوجها هو من أتى بهذه الأفلام إلى بيتها؟ وأنه يتعرض بإرادته لما تعرض له أبناؤه بالخطأ!.

أعانك الله على مسئوليتك الجديدة، ولكن على من أخطأ تحمل النتائج..! ونحن معك إن احتجت للمشورة في أي وقت.

المصدر : http://manhag7aya.com/