تحرشات في صغري يثيرني تذكرها
أنا فتاة عمري الآن حوالي 16 سنة الحمد لله أصلي وأحفظ القرآن وأمشي في طريق الله، وما يقلقني أنني عندما كنت صغيرة وسني 5 سنوات كنت أذهب لألعب في النادي، وفى يوم من الأيام قام خادم النادي بمناداتي، وأدخلني غرفة وبدأ بمداعبة فرجي، ووضع يدي على فرجه وأنا مستسلمة ولا أدري لماذا يفعل هذا؟! ولم تتكرر هذه الحكاية.
وأنا أيضا في سن 8 سنوات قام المدرس بوضع يده في صدري ومداعبة صدري، وكان صدري في هذه السن كبيرا، رغم أني لم أكن بلغت، كما أنني كنت مثل باقي الفتيات ألبس ملابس تليق بسني. وعندما أدركت ما يفعله حاولت لبس ملابس مغلقة حتى لا يضع يده ويقوم بالمداعبة. ولكن تكررت الحكاية ووضع يده في صدري مرة ثانية، فهل هذا له علاقة بمعيشتي الآن؟
ولى سؤال آخر: هل صدر الفتاة يثير الرجل لهذه الدرجة؟ فأنا الآن لي شهوة، أتمنى ما حدث يعود مرة أخرى، لكني أستعيذ بالله، فهل هذا سبب شهوتي؟
انتهت
تقول د ليلي أحمد الأحدب
ذكر الأخ الدكتور وائل أبو هندي في أحد ردوده أن مشكلة التحرش الجنسي نسبتها تقارب 60% في أكثر أنحاء العالم، فأسأل: هل لدينا إحصائيات نحن العرب الذين تعودنا على النفاق والكذب والتمويه والتزويق والتخفيف والتسكين عن نسبته الحقيقية في مجتمعاتنا؟
فماذا يقول إذا علم أن نسبة التحرش الجنسي وزنا المحارم تصل إلى نسبة أكبر بكثير في بعض البيئات؟
أذكر ما حكته لي فتاة من عائلة: الأب يمارس الجنس مع الابنة والأخ مع الأخت التي هي نفس الابنة للأب السابق، ونفس الأخ مع أخت أخرى!! وما حكته لي أخرى من أسرة ثانية يتحرش الأخ بثلاثة من أخواته بالفعل الجنسي الكامل رغم أنهن دون سن البلوغ، وفي عائلة ثالثة: الأخ مع أخته والأب مع الخالة، والأم بين هذا وذاك!!
كيف يمكننا التغيير من خلال هذه الصفحة ؟
هذه المشكلة المعروضة هنا تكشف ما يحصل في النوادي والمدارس كما تكشف غيرها ما يحدث في العائلات وأماكن العمل، مما تتعرض له الأنثى من إهانات لإنسانيتها عندما تعتبر أداة لتحقيق نزوات الذين ليس لهم من صفات الرجولة إلا الذكورة، وسواء كانت هذه الإهانات كلمة تحمل معنى جنسيا كما يحصل في العمل المختلط أحيانا، أو لمسة لموضع خاص من جسد الأنثى حسب الظروف المتاحة، أو بالتعدي الجنسي الكامل عندما تكون الأنثى في نفس البيت أو من نفس العائلة أو من نفس الحي؛ فهي لا تدل إلا على مرض مستفحل في بنية هؤلاء الذكور النفسية يجدر معها أن يوضعوا في مصحات عقلية، فهم مجرمون بحق الإنسانية والمجتمع، هذا إذا كان تعاملهم مع امرأة بالغة، فكيف إذا كان تعاملهم مع طفلة؟
إنها جريمة في حق الطفولة البريئة، تشوه فطرة هذه الطفلة، فهي رغم أنها لا تفهم ماذا يقصد هذا الوغد عندما يضع يدها على عضوه الجنسي، ويلمس أعضاءها، لأنها في الخامسة من عمرها؛ تصبح مضطرة أن تشوه طفولتها البريئة بأن تلبس ما يغطي صدرها وثدييها وهي في الثامنة، أي في الصف الثاني الابتدائي، تشعر أنها امرأة مثيرة ومغرية، فلماذا نعيب عليها إذا كانت تشعر وهي في السادسة عشرة بأنها شهوانية؟
نعم يا ابنتي الغالية ما حصل معك في طفولتك هو سبب شهوتك الآن، وقد قلت في ردود كثيرة بأن غريزة الأنثى الجنسية لا تكون متيقظة بنفس القدر كالشاب ما لم يوجد ما يوقظها، سواء كان تحرشا جنسيا أو فيلما إباحيا أو رؤية ذلك حقيقة وواقعا بقصد أو بدون قصد.
لم أفهم ماذا تعنين بمعيشتك الحالية، وأما سؤالك: إذا كان صدر الفتاة يثير الرجل لهذه الدرجة، فهذا يختلف بين رجل وآخر، فمن تثيره طفلة لا يمكنني أن أصفه برجل، ومن الظلم أن نعمم أحاسيس المرضى على الأصحاء. وحتى إذا كانت الأنثى امرأة فتختلف ردود أفعال الرجال تجاه هذا الأمر: فمنهم من يثار لرؤية عباءة المرأة السوداء أو ربما ظلها، وقد درسنا في الطب النفسي عن بعض المرضى الذين تثيرهم الألبسة الداخلية للمرأة، فلا يصلون إلى متعتهم النفسية إلا بسرقة الغسيل إذا كان يحوي ملابس كهذه، ومنهم من لا يصل إلى متعته إلا بوضع حذاء امرأة أمامه ليهوى رجلها المتوهمة، ومن ثم ينطلق بآفاق الخيالات المريضة.
وقد مر في هذه الصفحة سؤال لشاب لا تثيره إلا الصنادل والأقدام، ورغم أنني قرأت أن قدماء اليونان هم من اخترعوا الصندل لأن قدم المرأة مثيرة، فلم أكن أصدق هذا الكلام حتى قرأت تلك المشكلة.
وأما الرجال الحقيقيون يا ابنتي فهم أولئك الذين وضعوا شهواتهم تبعا لعقولهم، فما كان مباحا لهم اشتهوه وما لم يكن لهم كأنهم لم يروه.
لا أنسى هنا أن أضع اللوم على والدتك أيضا، فهل كانت تظن -سامحها الله- أنك تعيشين في مجتمع مفتوح حتى تسمح لك بالخروج بملابس كالتي ذكرتها؟ ولا أنسى أيضا أن أذكرك أن تستفيدي من مشكلتك هذه بأن تعتني بأبنائك عندما تصبحين أمًّا، فتكوني قريبة منهم إلى الدرجة التي تعرفين معها كل صغيرة وكبيرة عن حياتهم، وأن تعلميهم ما الذي يسمح للقريب أو للغريب لمسه من أجسادهم سواء كانوا صبيانا أو بنات. إذ لا يغيب عنا أن مشكلة التحرش الجنسي بالأطفال الصبيان موجودة أيضا في بعض المجتمعات خاصة المكبوتة أو الإباحية.
وقد ورد لصفحتنا مشاكل من هذا النوع تعرض فيها الولد لتحرش من السائق أو غيره مما ساهم بانقلاب في مفهومه الجنسي بحيث أصبح يرغب بالذكور أكثر من الإناث.
كما أن تحرشات الخادمات بالصبيان موجودة، وليس بالبنات فقط، فلا أزال أذكر قريبي الصغير البالغ من العمر أربع سنوات عندما حكى لي أن خادمتهم في المنزل ذات العشرين عاما تجعله يداعب ثدييها كما يفعل البالغ. وكذلك ما ذكره لي أحدهم أن الخادمة البالغة من العمر أربعين سنة هي التي علمته ممارسة الجنس وبطرق خاصة رغم أنه لم يكن يتجاوز العاشرة من العمر.
فكما يوجد مرضى بداء الجنس المسروق بين الذكور يوجد بين الإناث، ولا أدري كيف يمكن حل مشاكل من هذا النوع إذا بقيت مستترة خافية؟ وكيف يمكن معالجة أي مرض اجتماعي إذا كان المجتمع المريض لا يبالي به أو لا يعترف بوجوده أساسا؟
تابعي معنا إذا أحببت، ويمكنك السيطرة على شهواتك يا صديقتي بالعبادات والتقرب إلى الله سبحانه والدعاء، واشغلي نفسك دائما بالخير قبل أن تشغلك بالشر.
ويضيف د. أحمد عبد الله:
عندي تعليق الابنة التي تسأل:
أود أن أقول لها إضافة إلى ما أفادت به السيدة المستشارة: إن ما تعرضت هي له في الصغر يبدو من أهم مشاعرها الشهوانية الآن، ولكنها أيضا قد بدأت من سنوات في مرحلة المراهقة ومعها تستيقظ المشاعر الجنسية والرغبات والخيالات، بل وأحلام اليقظة ومصدر هذه الخيالات أو الأحلام قد يكون صورة تراها فعلا في مجلة أو على شاشة أو في واقع الحياة، وقد يكون المصدر خبرة قديمة طفولية، مثل التي حدثت معها.
إذن التحرش شائع ووارد، رغم حرصنا وتنبيهنا للآباء والأمهات والمربين والمربيات، ورغم رغبتنا في أن يستيقظ الجميع إلى هذه الممارسة المتكررة، ومحاولة منعها.
رغم هذه كله فلا نعتقد أن هناك مجتمعا يخلو من التحرش، لأنه لا يوجد مجتمع يخلو من المرضى المحرومين من الجنس أو المهووسين به، وهذه الظاهرة المؤسفة مرشحة للتزايد في مجتمعاتنا لأسباب يضيق المجال عن ذكرها.
ولا يكون التعامل السليم مع الشهوات أو الرغبات الطبيعية إلا بأن توضع في حجمها ومكانها كما سبق وكررنا مرارا. كما يلزم للجميع أن يستثمروا أوقاتهم، ولا يتركوها فارغة، فلا يعلو في ذلك الفراغ صوت عندئذ إلا صوت الجنس.
المصدر : http://www.manhag7aya.com/