أنقذوني من الموقع الإباحية

عندي مشكلة عظيمة تكاد تهلكني وألقي حتفي إلي نار جهنم إن لم يرحمني ربي.لابد لي بين الحين والآخر أن يفتنني الشيطان وأدخل على المواقع القذرة مع العلم أني قد ألتزمت منذ فترة وأطلقت لحيتي و حاولت أن أطيع ربي في كل الجوانب لكني مفتون بهذه القاذورات وأعلم أن الله يراني وسيعاقبني في الدنيا قبل الآخرة مع العلم أنني على وشك الزواج إن شاء الله لكني كلما تبت من هذه الذنوب يعيدني إليها الشيطان مرة أخرى وأيضا أنا أصلي كما أنا ولحيتي كما هي لكن قلبي قد أصبح أسودا وما أجد حلا؟؟

المستشار: أ.هاشم الأهدل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,,
أخي الحبيب , أنا أشد على يدك في المبادرة إلى التوبة والشعور بالندم والبكاء على الخطيئة حتى ولوتكرر الوقوع فيها , ذلك أن الشيطان ود لو ظفر بك وأصابك باليأس والقنوط من رحمة الله , وليس معنى هذا بأن ما تفعله أو تقوم به من الوقوع في النظر المحرم في المواقع الإباحية لايؤثر على قلبك واستقامتك , ولكن لابد أن تعلم بأن طريق العلاج من أي معصية وخطأ عبارة عن خطوات , والخطوة الأولى والأهم هي عدم استمراء المعصية والرضا بها والاستسلام للشهوات وترك مظاهر الاتزام والتدين , لأن كثير من الناس للأسف قد يبتلى بمعصية يقع فيها بين الفينة والأخرى , فيصيبه الشيطان بالقنوط فيترك الالتزام ويوغل في المعاصي بحجة أنه لايستطيع التوبة , ولو صدق مع الله فإن الله عز وجل سيعينه ,
أخي وفقك الله , مشكلة ارتياد المواقع الاباحية هي مشكلة عويصة وتحتاج إلى صبر ومجاهدة , ولابد أن تعلم بأنك أنت الذي أصبت نفسك بهذا الداء ابتداءً , لأن الإنسان مأمور بغض البصر وليس إطلاقه فما بالك بالبحث عن هذه المثيرات التي لايستطيع أن يتحملها أي أحد في قلبه ذرة من شهوة فطرية ,
ولكن ليس معنى ذلك نهاية المطاف , فكما أنك أنت الذي تسببت في عشق قلبك لهذه المناظر والصور فأنت الوحيد القادر بعون الله على الصبر والمجاهدة في تركها , وحذار من اليأس , فالأمر يحتاج إلى صبر وصدق مع الله وبذل وتجلد ولكنه ليس مستحيل أبداً , خاصةً وأن قلبك حي وقريب من الله ومازلت على الخير والإلتزام وتندم حال وقوعك في هذه المعاصي , فالفرق بين المؤمن والفاسق , أن الفاسق يفعل المعصية ولايندم ولايشعر بالندم , أم المؤمن فقد يضعف ويقع في المعصية ولكنه لايتمر ولا يجاهر بل يتوب ويندم ويبكي ويبذل من الطاعات والخير ما يكفر ذنبه ويغسل خطيئته.
أخي الحبيب أنت ولله الحمد على خير عظيم وملتزم فأوصيك بهذه الوصايا المعينة على ترك مشاهدة هذه المواقع المحرمة /
1- لابد أن تتأمل وتفكر كثيراً في الآثار المترتبة على الاستمرار في مشاهدة هذه المواقع مثل الإدمان عليها وممارسة العادة السرية وفساد الفكر والقلب والبعد عن الله عز وجل وقسوة القلب وصعوبة التخلص من الأفكار السيئة المترتبة عليها وضعف مراقبة الله عز وجل وخشيته .
2- أن تبادر للتوبة فوراً والإستغفار والندم والعزم على عدم العودة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَذَكَرَهُ ، فَتَوَضَّأَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ إِلا غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ ” فالتوبة بسيطة وسهلة ولكن تحتاج إلى الصدق مع الله والعزم والمجاهدة على عدم العودة.
3- الابتعاد عن كل دواعي الوصول لهذه المواقع كتخفيف ساعات العمل على الإنترنت أو عدم الجلوس على الإنترنت بمفردك أو مسح هذه المواقع وتركيب برامج للحماية منها أو عدم الجلوس على الإنترنت إلا لحاجة وإغلاقه مباشرة بعد القضاء منها . وقد تجد صعوبة في البداية ولكن مع المجاهد والصبر ستستطيع.
4- املأ وقت فراغك بما يفيد سواءاً بالطاعات أو المباحات من رياضة ونزهة أو جلوس مع الأهل وإذا وجدت أنك لديك فراغ فلاتفكر بتاتاً بالأفكار المثيرة للشهوة وادفع هذه الأفكار من أولها ولاتسترسل معها لأن هذه الخواطر والأفكار تتطور وتدفعك للبحث عن مثل هذه المواقع .
5-أكثر من دعاء الله عز وجل في أوقات السحر وأثناء السجود وبين الأذان والإقامة وفي كل وقت بأن يعفك بالحلال ويغنيك بحلاله عن حرامه وأكثر من الذكر والإستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
6- إذا غلبك داعي الشهوة فلا تستسلم وتذكر قول الله تعالى (إني أخاف الله رب العالمين ) وقوله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام (قال معاذ الله ) وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(النظرة سهم من سهام إبليس من تركه مخافة الله أبدله الله حلاوة للإيمان يجدها ف قلبه) وإذا صدقت تويتك وتركتها لله فستجد لذة الإيمان في قلبك .
7- إذا جائتك لحظة ضعف وراودك الشيطان لمشاهدة الحرام واستسلمت له ,, فلا تتمادى وتستمر ولكن بادر بالتوبة والندم مباشرة وارجع وأقلع ولا تسترسل في الحرام لأن الشيطان يريد منك أن تستسلم وأن تقول لا أستطيع وأنا مدمن على هذا فتقع في الحرام دون التوبة ولكن جاهد واصبر وابذل الأسباب وسيعينك الله وإذا وقعت فبادر بالتوبة والرجوع واجتهد في أعمال صالحة تكفر بها عن ذنبك قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبّهِ عَزّ وَجَلّ قَالَ: “أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ” رواه مسلم. فالعبد مهما أذنب فلابد أن يرجع ويتوب إلى مولاه من باب الندم والعودة ومداومة الإستغفار وليس من باب التساهل في الذنوب والتوبة الكاذبة منها .
8- لاتحدث أحداً بهذه الأخطاء التي تقع فيها واجعلها بينك وبين الله واطلب من الله الستر والغفران .
9-انقطاعك عن هذه المحرمات بين فترة وأخرى دليل صدقك ان شاء الله ولكن تكرار عودتك لها تحتاج منك إلى مزيد من الصبر والمجاهدة فابذل جهدك واصبر عما حرم الله وأبشر بالخير والأجر من الله قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
10- هذه مواد مرفقة ستفيدك بإذن الله /
كيفية علاج إدمان المواقع الاباحية للشيخ محمد حسان. http://www.youtube.com/watch?v=Iny2hE0_OAg
موقع التحذير من المواقع الاباحية http://cyber-addiction.com/index.php
أسأل الله أن يثبتنا جميعاً على الدين ويكيفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

المصدر : راف