مقاطع شذوذ في هاتف إبني ؟!

ابني يبلغُ من العمرِ 14 عاماً، خلال هذا العام لاحظت والدتُهُ في جوالهِ صُورَ مُمارسةِ اللواط، مأخوذةً عن طريق موقع “تويتر”، والذي يُعتبر أخطرَ المواقع التي يسهل على الشباب الدخول عبرها على المواقعِ الإباحيَّة.
نصحناهُ بعد مُلاحظة هذه الصور، وذكَّرناهُ بالله تعالى ومُراقبته، وتكرَّرَ هذا الفعلُ بالأمس حينما أخذت منه والدتهُ الجوال -ووالدته هذه عادتها تأخذُ جميعَ أجهزة الأولاد لكي يناموا، وتقومُ بالاطلاع على محتوىَ جميع البرامج التواصلية، ومُجلَّدِ الصور- فشاهدت صوراً مثل التي شاهدتها في السَّابق، فُجنَّ جُنونها، علماً أنه حينما فعل هذا الأمر بالسابق اتخذت منه والدته موقفاً لعدَّةِ أيام، لكني حاولتُ تخفيفَ هذه الحدة؛ لأنها ليست في مصلحةِ الطِّفلِ المُراهق، وعندما تكرَّرَ بالأمسِ فعلهُ المشين، ظهرُ سلوكُ والدته في حِدَّةِ مُخاطبته وهو لا يعلم يقيناً أنها شاهدت هذه الصور في جواله، وقد وصفته أمامي فقط بأنه “مخنث”.
احترتُ في أمري؛ كيف أُكرِّرُ نفسَ السيناريو، والذي قد سبقَ وقلته له، وهو نصحه، وتخويفه من الله عزَّ وجل، وأن هذا الأمر مشين؟!
ما العمل يا دكتورنا الفاضل؟ علماً بأنَّ الجوالَ يستلمه الأولاد عند استيقاظهم، وفي الغالبِ بعد صلاةِ العصر .. أرجو مُساعدتي.
المستشار: د.أحمد الفرجابي
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، وبعد: فمرحباً بك وبأُسرتك في موقعكم، ونشكرُ لكم هذا الحرص الذي دفعكَم للتَّواصلِ والسُّؤال، ولك منا تحيةً على المُتابعةِ والاهتمام، ونسألُ الله أن يقر أعيُنَنا بصلاحِ الأجيال، وتحقيقِ الآمال، والفوزِ برضوانِ الكبيرِ المُتعال.
لقد أعجبَنا أُسلوبُ والدة الشباب في استلامِ الأجهزةِ قبل النوم، وتسليمها لهم بعد استيقاظهم، ونتمنَّى أن يكونوا مُقتنعينَ وراضين، أو سبقَ هذا القرار حوارٌ ونقاش، وتبريرٌ وتوضيح، وإشعارٌ للجميعِ بالخوفِ عليهم لأمنهم، وتحسينِ صورتهم عند أنفُسِهم، وإظهارِ الثِّقةِ فيهم.
وكم تمنَّينا أن يكونَ الموقفُ التربويُّ مُوحَّداً، فإذا شدت الوالدةُ فكُن معها على الخط، وأشعرهم بحُبِّ الوالدة وبحبك لهم، لكن وضِّح له أن ما حصلَ لا يُقبل، ولا يُحتمل.
ولكون ابننا في مرحلةِ المُراهقة؛ فأرجو اتباع خطواتِ النبيِّ مع الفتى الذي جاء يستأذن في الزنا، حيث قرَّبَه، وتقبَّلَه، وأمَّنه، واحتواه، وحاوره، وأقنعه، وتواصل معه جسدياً، ودعا له، فماذا كانت النتيجة؟ فما عادَ الفتى لمثلها أبداً، فلم يكن يلتفتُ بعدُ إلى شيء، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم حرَّكَ عناصرَ الخيرِ في نفسِ الشاب، وأخرجَ القناعاتِ الصَّحيحة من داخلِ نفسه، ولم يفرضها عليه.
كما نرجو أن تُناقشه على انفرادٍ لتعرفَ رأيَهُ الشخصي، ومن أينَ وصلت إليه؟ وكيف يقبل بمثلِ هذه الأشياء؟ ومُطالبته باختيارِ العُقوبة المُناسبة لهدا العمل، وشغله بأشياء مُفيدة، وتجفيف منابع الشر، وبيانِ حكم العمل القبيح، وحكم الترويج له، ويكفي أن نعرفَ أن الشَّريعةَ تُهدِّدُ من يفرحَ فقط بإشاعةِ الفاحشة بالعذابِ الأليم {إنَّ الذينَ يُحِبُّونَ أن تشيعَ الفاحشةُ في الذينَ آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدُّنيَا والآخرة}.
ونتمنَّى أن تتواصلوا مع موقعكم بعد الجلوسِ مع ابننا الكريم -حفظه اللهُ ورعاه-، وهذه وصيَّتُنا للجميعِ بتقوى الله الذي يعلمُ خائنةَ الأعيُن وما تُخفي الصدور، وعليكم بالدُّعاءِ لأنفُسِكم وله، ونسألُ اللهَ التَّوفيقَ للجميع.
المصدر : راف