أخي يتعرض للتحرش، كيف أحميه ؟

لديّ أخ في الحادية عشر من عمره، يدرس بالصف الخامس، المشكلة تكمن في أنه جليس بيت، غير اجتماعي ولا يملك كثيراً من الأصدقاء، بل أن عالمه صغير جداً ومحصور بالمدرسة، هكذا كانت تربية الوالد لنا، والآن يحكي لي عن بعض الأفعال الغير أخلاقية التي يقوم بها أصدقاؤه بالمدرسة والتي يشيب لها الرأس، وأنا كنت طالباً بيوم ما وقد تعرضت للتحرش الجنسي في العديد من المرات؛ لأني لم أكن أعلم ماهيته، ولا أعلم ما يجري من حولي، أهو صح أم خطأ!لا أريده أن يتعرض إلى ما تعرضت إليه من تحرشات، وصراحة لا أعلم الكثير عن مدرسته أو زملائه، ووالدي غير مبالي بالموضوع إطلاقاً، فكيف أوعيه وأجعل عقله الصغير يستوعب أمور الجنس والنضوج خاصة، علماً بأن زملاء دراسته قد استوعبوا هذه الأمور عبر الشارع؟
المستشار: د.أحمد الحسن

ابني العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: أرحب بك في موقعنا وأشكر لك حسن اختيارك، وأرجو أن نكون عند حسن ظنكم، وأسأل الله أن يحفظك وأخاك من كل شر وبلاء.
ابني العزيز: لقد أثلجت صدري باهتمامك بأخيك وخوفك عليه، وأنت مثاب على ذلك بإذن الله.
أما عن الخطوات العملية لتصل بأخيك إلى بر الأمان:
أولاً: من الأفضل أن تذهب إلى المدرسة للسؤال عن المستوى الدراسي والأخلاقي لأخيك؛ بدلاً من التوجس خيفة دون أن تتحقق من وجود ما يشين أخاك، وفي حالة تحققك من إهمال المدرسة وتفشي الأمور الغير لائقة أخلاقياً؛ فبإمكانك أن تنقله إلى مدرسة أخرى تراعي القيم وتهتم بالجوانب الأخلاقية.
ثانياً: الاطلاع على أساليب تربية الأطفال على خلق الرجولة والدفاع عن النفس والشجاعة، وتوجيهه بحسب سنه واستيعابه.
ثالثاً: هناك خطوات تحصينية لأخيك ضد التحرش الجنسي ذكرها المختصون والمهتمون بهذا الجانب، ومنها:
1-تربية الأطفال تربية ممتازة، وعدم زرع الخوف في قلوبهم من الأهل، وتعويدهم على أمرين: المصارحة التامة مع الأهل، وضرورة إخبار الأهل بكافة ما يحصل لهم.
2-التعامل بعقل مع أي مصارحة أو أخبار ينقلها الطفل للأهل؛ لأن ردة الفعل العنيفة من الأهل والعقاب أو التوعد به قد يدفع الأطفال لكتمان الأمور عن الأهل مستقبلاً.
3- يجب توعية الأطفال جنسياً وبشكل مفصل، ولكن بطريقة وأسلوب ينسجمان مع العمر وطبيعة الطفل الذي يتلقى التوعية، فالطفل المدرك لمظاهر الجنس التي قد تمارس معه، والمدرك للأسباب والنتائج المترتبة على الجنس السيء هو الأقدر على حماية نفسه.
4- تقوية شخصية الأطفال وزرع الثقة بالنفس، فمثل هذه الصفات إن توفرت في أي طفل يصعب على الجاني النيل منهم.
5- توعية الأبناء بعدم الاقتراب من الغرباء أو تصديقهم مهما قالوا لهم أشياء حقيقية، مثلاً (أبوك اسمه كذا، وأمك اسمها كذا، وهما أرسلوني لأحضرك من المدرسة؛ لأنهم مشغولون)، ونحو ذلك من أساليب الإيقاع بالطفل، ويجب توعية الطفل لذلك.
6-تحذير الأبناء وتنبيههم لعدم السماح لأي شخص كان أن يقبَّلهم على فمهم أو رقبتهم، أو حتى إمساكهم في مناطق حساسة، ويجب إخبار الطفل أن مثل هذا التصرف هو عيب وتحرش، ومقصده سيئ، ويجب أن يبتعد الطفل بسرعة ويخبر الأهل بذلك.
7-المراقبة التامة للأبناء وعدم إهمالهم، فمثلاً: كأن نرسل الطفل إلى زيارة الآخرين وحده دون علم بطبيعة من يزور، أو أن نرسل الطفلة باستمرار للشراء من المحلات دون مراقبة، وكثيراً ما كانت المحلات وأصحابها هم أبطال التحرش والاغتصاب للأطفال.
وختاماً: دعائي لك بالتوفيق والحياة الطيبة في ظل طاعة الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : راف