كلما أقلعت عن الأفلام الإباحية عدت إليها فما الحل ؟
أنا الصّراحة وقعت في هذه المصيبة ولا أستطيع الخلاص منها، وكلّما أقرّر التّوبة؛ أتوقّف مدةً صغيرة،ً وأرجع مرةً أخرى عندما أجد نفسي وحيدًا، أو عندما أتذكّر هذه الأشياء، والصّراحة الصّلاة مش مواظب عليها، بسبب كثرة الدّروس، وكلّما أرجع لمشاهدة هذه الأشياء؛ أحتقر نفسي، ولكنّي لا أستطيع التّحكّم في نفسي، فلا أعلم ماذا أفعل، وكلّما أبحث في المنتديات عن طرق التّوبة؛ أقرّر التوبة ثم أضعف وأرجع.
فلو سمحتم ساعدوني، لأنّي أريد ان أتوب وأكف عن هذه الأشياء الحقيرة، وأنا أريد الصّراحة التوقف عنها أيضًا لأتفرغ لتحقيق أحلامي، وإفادة مجتمعي وأهلي، فأرجوكم ساعدوني في كيفية التخلص من هذه المشكلة.
المستشار: أ.هاشم الأهدل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشكرك على ثقتك، ونسعد بخدمتك.
أخي الحبيب -بارك الله فيك- الحمد لله الذي رزقك هذه الرغبة في التوبة والخوف من آثار مشاهدة هذه المواقع الإباحية، وأنت مؤمنٌ وعلى خيرٍ إن شاء الله، ولكنّك تحتاج إلى مزيدِ مصابرةٍ ومجاهدةٍ وصبرٍ أمام هذه المعاصي والأخطاء التي تقع فيها بين الفينة والأخرى؛ ولستُ أقلّل من شأن هذه المعاصي والذنوب، بل هي خطيرةٌ، وقد تكون سببًا في الانحراف عن الطريق المستقيم وقسوة القلب والغفلة -حمانا الله وإياك-، ولكنَّ الفرق بين المؤمن وبين الفاسق والمنافق: أن المؤمن يقع في المعصية لغلبة شهوته وتفريطه، ثم يندم ويتوب، وتؤرّقه المعصية، وهو في جهاد، فإما أن تغلبه شهوته أو يغلبها، أمّا الفاسق أو المنافق، فهو يستمرئ المعصية، ويجاهر بها، وقد يفتخر بها، ولا تعني له شيئًا، ولا يندم، ولا يفكّر بالتوبة، فهناك فرقٌ عظيمٌ بين هذا وهذا، وتأمّل معي -أخي الحبيب- هذا الحديث: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (ما من عبدٍ مؤمنٍ إلا وله ذنبٌ يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إنّ المؤمن خُلق مُفتّنًا توّابًا نسَّاءً، إذا ذُكر ذَكر)
وقال -صلّى الله عليه وسلم-: (لولا أنّكم تذنبون؛ لخلق الله خلقًا يذنبون فيغفر الله لهم) وليس معنى ذلك أن نتساهل في الذنوب ونتهاون في التحرّز منها؛ بل المعنى أن الله عز وجل جبلنا على التقصير وحصول الخطأ، وأرشدنا للتعامل الصّحيح إذا قصّرنا وأخطأنا، وهو أن نخاف من الذّنوب، ونبادر للتوبة والاستغفار، وعن عليٍّ قال: (خياركم كلّ مفتّنٍ توّابٍ، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتّى متى؟ قال: حتّى يكون الشّيطان هو المحسور). وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربّه؛ يستغفر من ذنوبه ثمّ يعود، ثمّ يستغفر ثمّ يعود، فقال: ودّ الشّيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملّوا من الاستغفار).
وأنا أنصحك -أخي الحبيب- بأن تستمرّ على ما أنت عليه من الخير والدعوة والطاعة، وأن تجاهد نفسك في الإقلاع عن هذه المعاصي، وإليك بعضَ النصائح:
1-حافظ على الفرائض، وأكثرْ من الطاعات والنوافل، وأشغل وقتك بما يفيد من المباحات.
2- أكثر من ذكر الله عز وجل، ومن الدعاء والاستغفار، خاصةً في وقت السحر، وأوقات الإجابة.
3- احرص على مصاحبة أهل الخير والصّلاح من الجيران، أو حلقات التحفيظ وطلبة العلم وغيرها.
4- ابتعد عن كل ما يُثير في نفسك هذه الغريزة قدر استطاعتك، وإذا شعرت بالضعف فأشغل نفسك بأشياء أخرى.
5- احذر من التفكير والتخيّلات الجنسيّة؛ لأنّها أكثر ما يسبّب الوقوع في هذه العادة، فقاوم هذه الأفكار، وادفعها، ولا تستلم لها.
6- إذا وقعت في مشاهدة هذه المواقع حال غلبة الشهوة والغفلة، فبادر إلى التوبة والاستغفار، وتوضأ وصلّ ركعتين توبةً لله عز وجل، ولا تستسلم وتقنط من التوبة، حتى ولو تكرّر الذنب، فاجتهد وابذل الأسباب، فإذا وقعت في الخطأ -لا قدّر الله- فالتوبة والاستغفار هي الحلّ الوحيد، ولا حلّ آخر غير ذلك، واحذر أن يقنّطك الشيطان من التوبة بسبب كثرة الوقوع في الخطأ، ولكن استغفر وتب إلى الله بصدقٍ، وسيعينك الله.
المصدر : راف