طفلي يبدي سلوكيات جنسية مبكرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني الكبير عمره سبعة أعوام، عنيدٌ جداً، لا يسمع الكلام، ويريد أن ألبي جميع طلباته، والمشكلة الأكبر أنه في المدرسة لديه زميلة، يكتب لها رسائل غرامية، وأيضاً يحكي لصاحبات أحد أقاربه بأنه عندما سيتزوج سوف يرضع من صدر زوجته، ولا أعلم من أين أتى بهذا الكلام! بالرغم من عدم إظهار أيٍّ من هذه التصرفات مع أمه، ولم يشاهدنا بهذا الوضع من قبل.
أيضاً: لديه عدم رغبة في الدراسة، ومجادلٌ في كل الأمور، وأحياناً أنفعل عليه، وأضربه أنا أو والدته، وأحياناً أعاقبه بسحب ألعابه منه، أو عدم الحديث معه، لكن دون جدوى، ماذا أفعل؟ مع العلم أن له اثنين من الإخوة، ولداً وبنتاً أصغر منه.
المستشار: د.أسعد الأسعد
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله.
أشكرك لثقتك بموقعنا، وكتابتك إلينا، وإن كنت تأخرت كثيراً في استشارتك؛ فسلوك ولدك ليس وليد ساعته، وإنما نتيجة تراكماتٍ وإهمال سنين من التربية، ولكن لا بأس “فأن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل” ويمكننا أن نفند مشكلة طفلك في ما يلي:
– العناد.
– كتابته رسائل غرامية لزميلته في المدرسة.
– إظهاره خبرات جنسية سابقة لسنه.
– والمشكلة الأكبر أنه الولد الأكبر لديكم، وسيكون القدوة لإخوته في السلوك والتعلم.
أما بخصوص العناد؛ فلعله نتيجةً للإهمال والتدليل الزائد في الصغر، والقسوة عليه بغية تقويمه في الكبر.
وأما سلوكه الذي تظهر فيه خيراته الجنسية السابقة لسنه؛ فلعلها نتيجة عدم اتخاذ تدابير الحيطة والأمان في إحدى اللقاءات الحميمية بين الوالدين، أو تأخر عزل الطفل ونومه في غرفةٍ أخرى؛ لاعتقاد الوالدين أنه ما زال طفلاً لا يعي ما يرى ويسمع، رغم أن الطفل منذُ ولادته يستقبل ملايين الصور والمعلومات، ويخزنها في العقل الباطن، وتنتقل إلى العقل الواعي بعد حين.
لكن إذا تأكد لكم عدم حصول ما سبق، فهنا يجب التعرف على مصدر هذا السلوك، وهل هو من أقران السوء، أم من الاستخدام غير الآمن للنت؟
وعلى أية حال: لعلاج ما سبق أنصحك بما يلي:
– مراجعة سلوككما كوالدين أمام الأطفال بشكلٍ عام؛ لأنكم القدوة التي يفخر بها الأبناء.
– تجنب مقابلة عناد الطفل بعنادٍ آخر، أو بالعنف، واستبداله بالحوار الدافئ العاجل.
– إشباع حاجات الطفل العاطفية، بزيادة جرعة الحب والحنان، والإحساس بالأمان ضمن الأسرة، وتقبله مهما كانت تصرفاته.
– إعطاء الطفل الفرصة للبوح عما يجول في صدره، وأقدر الناس على ذلك هو والدته.
– تجنيب الطفل برامج التلفزيون التي تحتوي على مشاهد العنف أو العناد، أو المشاهد الحميمية؛ لنزوع الأطفال إلى محاكاتها، وتأمين البديل لذلك، وهو الأسلوب القصصي الممتع الذي يشد الأطفال عادة، وتضمنونها القيم السامية التي تريدون غرسها في أبنائكم.
– تجنب وصف الطفل بالمعاند، وعدم التركيز على بعض السلوكيات السلبية البسيطة، والعناد في بعض الأحيان؛ لأن التركيز عليها يعززها.
– تجنب العنف والانفعال في ردود أفعالكم وتعاملكم معه ومع بعض.
– تجنب مقارنته بأحدٍ من أقرانه؛ لأن هذا يثيره، وينعكس سلباً على سلوكه.
– إحسان استخدام سياسة الثواب والعقاب والحرمان، وعدم الرضوخ لطلباته دائماً.
ختاماً: أنصحك بمراجعة استشاراتي السابقة في نفس المجال.
المصدر : موقع راف