طفلتي وتصرفات جنسية غريبة

    مستشاري العزيز: لاحظت على ابنتي ذات الست سنوات وهي في الصف الأول الابتدائي أنها وهي تلعب في بعض الأوقات؛ تحاول وضع منطقة العانة على مثل طرف الطاولة، وتبدأ بتحريك نفسها.

في البداية حسبت أنها حركة بالصدفة فقط، ولكني لاحظتها تعمل نفس الحركة على فترات بعيدة، وطبعًا حاولت أن لا ألفت انتباهها بأن أنهرها، ولكن بعد ذلك حاولت أن أتكلم معها، وقلت لها بأنها سوف تؤذي نفسها، وسنضطر لأخذها للطبيبة وإعطائها إبرةً.
أرجو منكم الرد، الموضوع جدًّا مضايقني، وأتمنى الرد السريع منكم، وشكرًا.

الإجابة

    بسم الله والحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وآله، وبعد،،،

    حيَّاك الله -أختي الكريمة- ونشكر لك ثقتك الثمينة، ويسعدنا التفاتك لسلوك طفلتك منذ بداية نشأته، حتى يسهل البحث في أسبابه وأساليب علاجه والتَّخلُّص منه، وبدايةً فإن حقيقة الميول الجنسيَّة عند الأطفال في مراحل الطُّفولة الأولى لا تتعدى فكرة البحث عن الأعضاء الخفيَّة من الجسد والتَّعرف على الذات؛ وأود أن أطمئنك بأن طفلتك لم تتخطَّ هذه الحدود بإذن الله، لكن سأحيطك علمًا بكل ما يخص هذا الأمر، لأخذ الحيطة والحذر، والحصول على الفائدة المرجوة.

    يعد هناك بعض العوامل الصِّحيَّة والبيئيَّة الاجتماعية التي قد تعمل على إثارة الميول الجنسيَّة لدى الأطفال في غير وقتها، سأذكرها لك وعليك مراعاتها:

  1. قد يصيب الأطفال -البنات على وجه الخصوص- بعض الالتهابات الداخليَّة، نتيجة الاستقلالية في مهارات العناية الذاتية بالجسد في هذه المرحلة، خاصَّةً في فترات الدَّوام المدرسي.

  2. في حال التفات بعض الخدم لرعاية الأطفال والاهتمام بشؤونهم الخاصَّة؛ قد يتعرض البعض منهم للاستثارة الجنسيَّة المتكررة، لاختلاف الثقافة الدينيَّة والتربويَّة لدى جنسيَّة الخادمات عن ثقافتنا الدِّينيَّة العربيَّة.

  3. قد يتعرَّض بعض الأطفال في سن المدرسة لبعض المواقف التي تثير الميول الجنسيَّة لديهم، نتيجة الالتصاق المقصود أو غير ذلك.

  4. مشاهدة بعض الأطفال للمقاطع التلفزيونيَّة المنافية لتعاليمنا التربويَّة الدينيَّة، والتي يتم عرضها على بعض القنوات الفضائيَّة، دون رقابة الأسرة أو في أوقات فراغهم، وانشغال المربين من الأسرة في أعمال أخرى.

  5. ساعات الفراغ الطَّويل التي تحيط بالأطفال دون شغلهم بما فيه المنفعة؛ يدفع البعض منهم إلى الالتفات لبعض الميول، لشغل أوقات الفراغ بما يجد فيه التسلية والمتعة.

    سأرشدك -عزيزتي الأخت السَّائلة- للأساليب العلاجيَّة والوقائيَّة لحماية طفلتك من الاسترسال في سلوكيَّات وميول جنسيَّة غير محببَّة ومرفوضة دينيًّا وتربويًّا:

أولاً: لا بد من عرض الطِّفلة على طبيبة مختصَّة للتَّأكد من عدم وجود التهابات تحرِّض طفلتك على حكّ المنطقة التناسليِّة للشعور بالراحة من ألم الالتهاب؛ ووصف العلاج المناسب الذي بدوره سيعمل على اختفاء السُّلوك، أو العادة باختفاء العامل المحرِّض، مع مساعدة الطفلة في الاستحمام والتدريب على مهارة تنظيف المنطقة وتجفيفها بعناية مباشرة من قبلك.

ثانيًا: مراقبة الطفلة بشكل مباشر في حال وجود خادمات في المنزل، ومتابعة شؤونها الخاصة دون إتاحة الفرصة مطلقًا للخدم بالعناية بالطفلة أو الانفراد بها، وسألفت نظرك هنا لأمر في غاية الأهميَّة؛ حيث إنَّ بعض ثقافات الخادمات تلجأ للمس الأعضاء التناسلية للأطفال من باب المداعبة والمزاح أحيانًا، دون أن تلتفت بأنَّ في ذلك استثارةً للمشاعر الغريزية مع التكرار، وغالبًا ما يكثر ذلك أثناء تغيير الملابس أو الاستحمام.

ثالثًا: أشغلي أوقات طفلتك -ما أمكن- بكل ما هو ممتع ومفيد، من أنشطة رياضيَّة ودينيَّة وألعاب ترفيهيَّة مع الأطفال من عمرها، وسأطلب منك في هذا الجانب بالاهتمام بتخصيص ركن للألعاب التعليميَّة وفي مساحة تحت أنظار البالغين -المربِّين-، ويكون هذا الركن في غاية البساطة، ومن الأدوات المتوفرة وبكثرة، على أن يتم عرضها بشكلٍ جاذب وممتع، ويحتوي على: كرسي صغير وطاولة، دفتر قص ولصق، مقصّ خاص بالأطفال، مكعبات تعليميَّة، ألوان منوَّعة ودفتر رسم، لعب تركيبيَّة، حروف وأرقام خشبيَّة أو بلاستيكيَّة ممغنطة، سبورة صغيرة، بعض أنواع المعجون، وقد يصنَّع في المنزل بإشراك الطِّفلة وتشجيعها على المساعدة في ذلك، مع الاهتمام في التحديث بين فترة وأخرى،كل ذلك يساعد في صقل مهارات جديدة، وشغل تفكير الطفلة فيما يناسب عمرها من مهارات، وحمايتها من الانصراف لميول أخرى.

رابعًا: انتقاء البرامج والقنوات التلفزيونيَّة والمقاطع الكرتونيَّة التي تشاهدها الطِّفلة، وكذلك الالتفات لعدم خلع البالغين من الأسرة ملابسهم أمامها.

خامسًا: تربية الطفلة جنسيًّا، وبطريقة غير مباشرة، بحيث يتم تنبيهها لرفض ملامسة أي شخص أو أداة لجسدها، وتوعيتها بأهمية خصوصيَّة هذا الجسد وحماية جماله الذي خصَّها الله به، وكيفية الحفاظ عليه من جميع الأخطار الخارجية، وتوعيتها بمتطلبات عمرها الحالي، دون المبالغة في ذلك، حتى لا تتعرض في المستقبل لأخطار نفسيَّة وأعراض غير محمودة.

سادسًا: أنت صائبة جدًّا في عدم لفت نظر طفلتك بصورة مباشرة لسلوك الالتصاق في حافة الأدوات من حولها، وأحسنت إذ أخبرتِها بأنَّ ذلك قد يسبب لها الأذى، ولكن دون اللجوء لزرع الخوف في داخلها عن طريق التحذير من الإبرة التي ستأخذها على يد الطبيبة، حتى لا يسبب ذلك إلى الهلع مستقبلاً من زيارة الطبيب للضرورات الملحة.

سابعًا: احتواء الطفلة وإشباعها عاطفيًّا، لأن الأطفال في هذه المرحلة مندفعين عاطفيًّا، وتتمركز عاطفتهم في الغالب حول أنفسهم، ويرغبون في إغداق المشاعر عليهم دون غيرهم، فحبذا لو حصلت على هذه المشاعر من خلالك، التي ستساعدها على التعلق بك ومصادقتك، والتصريح لك بكل ما يحيط بها في كافة مراحلها العمرية.

    وأخيرًا: يسعدني اهتمامك وتواصلك، وبإذن الله فإن هذا السُّلوك سلوك عابر، سيتلاشى عن قريب مع العمل بالتوصيات، وشغل أوقات الطفلة بكل مفيد من الأنشطة المختلفة، ومع استمرار الدُّعاء والتَّوجه لله، كما وأسأل العلي العظيم أن يجعلها من الصَّالحات، ويجعلها قرة عين لك ولوالدها.

المصدر : راف