ابني تحرش بالخادمة، كيف أتصرف ؟
ابني مراهق، عمره 14 سنةً، اكتشفت بجواله محادثات مع أصدقائه يتحدون عن أفلام السكس، وحتى ألفاظهم ليس فيها حياء، منذ شهر اكتشفت أنه يتحرش بالخادمة، واعترفت الخادمة أنها ليست المرة الأولى.
أريد نصحي ماذا أفعل فأعصابي لا تتحمل من خوفي عليه؟ وأبوه من النوع الذي يصادق أبناءه ويعطيهم النصح قبل الضرب، كل سنة يأتيني بمشكلة سرق وكذب، فما الحل؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
لا يخفى عليك -أيتها الأم الفاضلة- أن مرحلةَ المراهقة تُعتبرُ من أكثر المراحل خطورةً في حياة الشاب والفتاة، وتحتاجُ إلى عنايةٍ مضاعفةٍ وصبرٍ من الأبوين، وأن نكونَ قريبينَ أكثر من أبنائنا؛ لحمايتهم من أي خطأ –لا قدَّر الله- يمكن أن يقعوا فيه، وفي هذا الأيام بدأت تزيد مشاكل فترة المراهقة والانفتاح، بل والتهور في العلاقات بسبب برامج التواصل الاجتماعي، وما تقدمه التكنولوجيا من وسائل، فعليك أن تضبطي انفعالاتك، وأن تحلي المشكلة بكل هدوء، مبتعدةً كل البعد عن أسلوب الصراخ أو التعنيفِ بشدة أو أي نوعٍ من أنواع العقاب؛ لأن ابنك حينها سيعاند ويكرر الفعل، مع اتخاذه لاحتياطاتٍ مُشدَّدةٍ أكثر حتى لا يقع تحت عينك ثانية، فالصراخ والضرب لا يفيدُ في هذه المرحلة.
وأنصحك بالأمور التالية:
أولًا: أن لا تتركيه وحيدًا؛ ففكرة الصداقة بين الأب أو الأم وأبنائهم فكرة رائعة، ولها الكثير من الفوائد، فكوني صديقة له، احضنيه بحنان، وأشعريه بالحبِّ والودِّ والألفة، والقرب النفسي منه، ونمِّي لديه الإحساسَ بمراقبةِ الله -سبحانه وتعالى– ولا تتوقفي عن الدعاء له بالصَّلاحِ والهداية.
ثانيًا: عليك أن تكوني صريحة معه، وتواجهيه بهذا الغلط الكبير بهدوء، وأن تُبيِّني له أخطار هذا الغلط، وما يمكن أن يجرَّه عليه، وأن أصدقاء السوء يبدؤون مع الشخص بكلام حول الجنس ثم يتمادون معه حتى يجروه إلى الرذيلة.
ثالثًا: اشرحي له مخاطر الانسياق وراء زملاء السوء، وما يمكن أن يصاب به الإنسان من أمراض بسبب ارتكاب الفواحش، وذلك عن طريق القصص.
رابعًا: يجب وضع قوانين تخص استخدام الجوال، كأن لا يستخدم في الليل، وأيام الاختبارات، وأن يكون لديك مراقبة مع التوجيه لما يتابعه.
خامسًا: أما بخصوص تحرشه بالخادمة فهذا يعتبر تطورًا مندفعًا ومتصاعدًا لمرحلة بلوغه فهو في أوائلها، وعادة يكون متأججًا جدًا لدرجة أنه يغيب لديه التفكر والتعقل؛ فلذلك يجب وضع قوانين صارمة تحول بينه وبين الخلوة بالخادمة، وأن لا تسمحي لها أن تساعده في أموره الشخصية، وأن لا تتركيهما في البيت مهما كانت الظروف، وعليك أن تذكريه بالله تعالى، وأن هذه مثل أختك، وكوني يقظة تمام اليقظة، وراقبيه مع اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة.
سادسًا: أرشديه أن يلتزمَ بإحدى حلقات القرآن، وذلك عن طريق التَّشجيعِ والترغيب، وليس الفرض والترهيب؛ وبهذا تساعدينه على إيجادبيئةٍ مناسبة.
خامسًا: أشغليه دائمًا، فإن لم يكن لديه واجبات مدرسية فقومي مع والده بتنظيم نشاطٍ خارج المنزل، كاصطحابه في نزهةٍ إلى الحديقة أو زيارة بعض الأقارب.
سادسًا: على أبيه أن يتعرف على أصدقائه، وذلك من خلال دعوتهم لزيارتكم في البيت، وأن تتعرفي على أهلهم أيضًا، ويمكنك أن تتدارسي مع بقية أمهات أصدقائه طبيعة مشاكل أولادكم لتتساعدوا في إيجاد الحلول والعلاج.
سابعًا: التواصل مع شخص مقرب إلى ابنك من العائلة أو أستاذه في المدرسة على سبيل المثال؛ ليساعدكم في النصح والإرشاد، وتخليصه من مسائل السرقة، والكذب؛ فهو يعتبر قدوةً صالحة لولدك، وسيكون له تأثير كبير عليه بإذن الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة، وأن يحفظه من شياطين الإنس والجن.
المصدر : راف