كيف أنقذ صديقتي من علاقاتها مع شاب ؟

السلام عليكم ورحمة الله..

استشارتي عن كيفية التعامل مع إحدى القريبات لي جدًا، لها علاقة مع شاب يدرس معها، تكلمه في الهاتف وربما غير ذلك، وهي من أسرة محافظة ولا تتفهم هذا الأمر إطلاقًا، وهذه الفتاة متعلقة به وتنتظره للزواج، فكيف يمكنني نصحها؟

مع العلم أني أذكرها دائمًا برقابة الله، وأنا أخشى أن تصدم ـ

أفيدوني بارك الله فيكم.
المستشار: د.فاطمة ابراهيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

عزيزتي الفاضلة: رسالتك من الرسائل المهمة، والتي تعني فتياتنا -حفظهن الله من كل شر- وأقول لك: إن الحاجة لتبادل الحب والعاطفة والمودة هي من الحاجات الأساسية للذكر والأنثى، ولا تستقيم الحالة النفسية للإنسان إلا حينما تلبى كل حاجاته الأساسية وعلى رأسها الحاجة العاطفية، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).

وبداية حديثي معك لا بد أن تعرفي أن الإسلام لا يطارد المحبين ولا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يخفف منابع الود والاشتياق، ولكنه كعادته في كل شأن من شؤون تشريعه يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام، ويضع له أُطرًا حتى لا نقع في الحرام أو الهلاك، ولقد ارتبط في أذهان كثير من فتياتنا أن يمارسن الحب بعيداً عن الزواج على أمل أن هذا الحب لا بد له حتى يأتي الزواج أو من باب أن كل ممنوع مرغوب أو الحب من أول نظرة أو أن الزواج بدون حب فاشل أو أن الحب يصنع المعجزات أو أن الزواج مقبرة الحب؛ فكل هذه المصطلحات تستخدم لتضليل الفتاة أو لتغيب الحكمة والتيقظ لما هو مُحاك بها من قبل الإعلام بجميع أنواعه.

نحن نعلم أن مشاعر الميل للجنس أحياناً يكون طبيعياً ولكنه ليس مسوغًا ومبررًا للفعل والاستهانة بكرامة وعرض وسمعة الفتاة، ولكن لا بد من الاعتراف أن هناك أسبابًا لهذا الأمر منه:

1- الفراغ وتسلية الوقت.
2- الفراغ العاطفي وإهمال الأم لابنتها، وعدم الاستماع لمشاكلها.
3- الشهوة غير المنضبطة، وانضباطها يأتي من حسن التربية دينياً واجتماعياً وثقافياً.
4- كيفية احتوائها واحتضانها داخل أسرتها.
5- الانفتاح الإعلامي وبدون رقابة من المربيين.
6- ضعف الوازع الديني ورفقة السوء.

ويجب عليها أن تكثر من الاستغفار والتوبة إلى الله؛ لأنها بهذا الفعل تعصي ربها، وربما ترتكب كبيرة من الكبائر دون أن تشعر، الندم على ما تفعل، وتلجأ إلى الله بالدعاء، أن يصرف عنها الشيطان، وأن يُعينها على طاعته والبعد عن معصيته، أن تقطع اتصالها بهذا الشاب نهائياً، وتتذكر فضل الله عليها بأن سترها ولم يفضحها وأعطاها فرصة للرجوع والتوبة والاستغفار، عليها الانتظار حتى يدخل هذا الشاب من الباب ويأتي خاطباً وطالباً للزواج إن كان فعلاً راغباً في ذلك، عليها أن تسأل نفسها ماذا ستقول لربها -عز وجل- إذا جاء يوم الحساب، ولتعلم أن لكل أجل كتابًا، مهما طالت المده أم قصرت، ماذا يقول هذا الشاب عنها أمام أصدقائه، ولتعلم أن من يُحب يحافظ على هذا الحب ولا يدنسه ويسرع إلى من أحب خاطباً.

في نهاية رسالتي أقول حتى تعرفي هل هو صادق أم لا فلابد أن تمتنعي عن الاتصال به وتنتظري، فمن يُحب لا يستطيع البعد عمن يُحب، وسيبادر بطلب يدك عن طريق القنوات الشرعية، وإن لم يأت فاعلمي أنه جعلك سلاية لتقضية وقت فراغه واللعب بعواطفك، وحينها لا يوجد مبرر في التمادي معه في هذه المعصية أو الكبيرة، وهذا حسب جُرم الفعل.

عزيزتي: أنا معك وقت ما تحتاجين، ودعائي لك ولجميع الفتيات أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.

المصدر : راف