أضعف أمام شهوتي مع تديني ؟
أنا شاب حاولت عفيف ؛ تربيت تربية دينية وفي بيئة محافظة ؛ إلا أني أشعر بضعفي أمام الفتن الكثيرة التي تحيط بي .. مشكلتي الكبيرة أني لا ينقصني العلم ولا معرفة خطر الإنجراف مع هذه الفتن ؛ ومع ذلك أضعف كثيراً أمام شهوتي ؛ فقدرتي على التحكم بالنظر ضعيفة ؛ وكلما عاهدت الله نكثت عهدي عند أول فتنة ؛ بدأت أخشى على نفسي مما هو أشد من النظر إلى الحرام ؛ فالسبل أمامي مفتوحة ؛ وأنا أعيش في بيئة منفتحة ؛ ساعدوني ..
المستشار: د.ماجد الزميع
حياك الله أخي نور، ونور الله قوبنا وبصائرنا لطاعته ورضاه.
وبعد:
فما ذكرته أخي الكريم يشتكي منه الكثير ممن يتعاملون مع هذه الشبكة، سيما المتصفحون لغير هدف واضح معين.
وقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن العينان تزنيان وزناهما النظر.
وقد تغلب الشهوة فيزيد الأمر سوءً نسأل الله أن يعصمنا وإياكم من الزلل.
وإن ما أنت فيه -أخي الكريم- يشاركك فيه إخوة آخرون، من الشباب الأخيار الذين تحيط بهم الفتن من كل حدب وصوب، ومع ذلك فالكثير منهم صابر محتسب، يدرك أن ما هو فيه نوع من الابتلاء والامتحان من الله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة)، فمن صبر وخرج سالماً فاز بالغنيمتين: غنيمة الآخرة بالأجر العظيم من الله تعالى (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم شاب دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله) والمقصود العفة عن الحرام مع تيسر أسبابه ودواعيه، والثانية هي الغنيمة العاجلة في الدنيا، وهي الشعور بالانتصار على النفس والشيطان، نشوة الفضيلة، وفرحة العفاف، والشعور بملكة النفس وعدم انقيادها، وهو شعور لا يعرفه إلا من مرّ بمثل تلك الحال التي ذكرت ثم خرج منها سالماً معافى.
وإني أوصيك ونفسي بأمور تعينك في هذا الطريق الصعب:
أولاً: استعن بالله تعالى والتجئ إليه، وألح عليه بالتضرع والدعاء أن يعينك على تجاوز هذا المنعطف الخطير، وأن يثبتك على العفاف، وأن يحفظك من هذه الفتن.
ثانياً: تجنب مواطن الفتن، فالمكان الذي تعرف ضعفك فيه حاول أن لا تذهب إليه، وإن احتجت فليكن معك من يعينك على الحق، وتذكر أن الله يراك ولا تغيب عنه.
ثالثاً: إذا لم تشغل نفسك بالطاعة، والحلال المباح؛ شغلتك بالحرام، فاحرص على ملء وقتك بالنافع المفيد.
رابعاً: الشباب طاقة، ولا بد من إعمالها، خصوصاً الطاقة الحركية، فعليك بأمر يستهلك نشاطك فيما يرضي الله، وأعمال الخير والبر كثيرة وميسورة بحمد الله، خصوصاً الجمعيات التي تنفع الناس.
خامساً: ممارسة الرياضة المباحة في هذه المرحلة العمرية مهم جداً، وانظر ما يناسبك منها من السباحة والجري والمشي وغيرها.
سادساً: سارع بالزواج متى تيسرت لك الأمور، وتبالغ في المعوقات، ومن طلب النكاح بقصد العفاف أعانه الله عليه.
سابعاً: الصيام وصية محمد صلى الله عليه وسلم الناجحة لمثل هذه الحالات إن لم يتيسر الزواج.
ثامناً وأخيراً: يظهر لي من سؤالك أنك صاحب قلب حي (وعلم القلوب عند خالقها سبحانه)، لكن سؤالك يدل على نفس لوامة، وقلب فيه إيمان لا يحب المعصية، وإن ضعف حيناً وغلبه الشيطان، فاستغل هذه النفس اللوامة، وأظهر عزة المؤمن واستعلاءه على الشهوة.
ولو حصلت كبوة أو أكثر، فتذكر أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وربما عاد المؤمن بعد التوبة إلى مكان أعلى منه قبل المعصية.
اللهم وفقنا لفعل الطاعت، وترك المنكرات، وجنبنا الفتن، وأعذنا من الشيطان ونزغاته.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر : راف