أعاني نفسياً من شهوتي الجنسية ؟

السلام عليكم..
أنا فتاة عزباء، عمري 27 سنة، كنت أمارس العادة السرية إلى أن علمت بأضرارها فقررت تركها، ولكن في كل مرة أفشل، وأقصاها كانت لمدة 6 أشهر، ولكن كانت جد صعبة عليّ، كنت أبكي كل يوم من شدة الشهوة والرغبة الجنسية التي تنتابني فلم أستطيع التحكم في نفسي، فعدت إليها، والآن قررت مرة أخرى تركها، وذلك منذ شهرين ونصف، ولكن لا أستطيع وصف حالتي النفسية، أكاد أموت من فرط الرغبة التي تسيطر عليّ، ولديّ ميول إلى الخيالات الجنسية، والتي تزيد الوضع أزمة.
مع العلم أنني فتاة أرفض رفضًا تامًا العلاقات المحرمة مع الرجال، أحترق في داخلي، أبكي كل يوم، وأصبحت أعاني من مشاكل نفسية، أكاد أجن، أدعو الله كثيرًا أن يساعدني، ولكن لا جدوى! أخاف أن أعود إلى نقطة الصفر.
علمًا أنه لم يكتب لي ربي الزواج، أرجوكم انصحوني حاولت بكل الطرق التأقلم ولكني لا أستطيع، أصبحت أخاف من الأيام القادمة، ومن الوحدة، أرشدوني وادعوا لي بالزواج لكي أعف نفسي.
المستشار د. فاطمة إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
عزيزتي السائلة:
يقول الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * ويرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) عليك بدعاء الله -عز وجل- بأن يرزقك بالزوج لصالح، تلمسي -يا ابنتي- أوقات استجابة الدعاء، التحكم في الشهوة يحتاج إلى نوع من الإرادة القوية والعزيمة الحقيقية؛ لذلك أولاً عليك بالاستعانة بالله -عز وجل- والتوكل عليه بصدق ويقين، قرآءة المضار النفسية والبيولوجية التي تأتي للإنسان بسببها، مضارها عليك بعد الزواج؛ فإنها لن تجعلك تستمتعين بأي علاقة، صحيح مع زوج المستقبل، الخوف من تطور ممارستها حتى لا يفقدك غشاء البكارة، وهنا ستدخلين إلى معترك آخر تحاربين من أجله وتحاولين إثبات نفسك رغم هذا الأمر.
عليك بالابتعاد عن كل ما يثير شهوتك من مسلسلات وأغاني وأفلام فاضحة؛ فهي أولاً وأخيراً حرام، وثانياً هي تهدد حياتك وتدمرها، شغل وقت الفراغ بما هو هادف ويرضي الله -عز وجل- فلا يجوز أن تجلسي هكذا بدون أهداف مكتوبة تسعين وراء تحقيقها، وأقول أريد أن أقضي على شهوتي كيف ستفعلين هذا وأنت في استسلام تام لها؛ فلقد توفر لك ( الفراغ، والصحة، والمال، والطعام بأنواعه؛ فهو مصدر للطاقة والمكان ) وأقول أريد أن أقضي عليها، عليك بممارسة الرياضة كلما داهمتك هذه الأفكار، عليك أن تخرجي فوراً من غرفتك وتجلسي مع الأهل أو تعدين وجبة طعام أو أي مشروب، الالتحاق بمراكز تطوعية أو تعلم لغة، المقصود قومي بعمل هادف تُحسين من خلاله أنك تساعدين نفسك وتطورين ذاتك.
التحكم في سلسلة هذه الأفكار قبل أن تصل يدك إلى ملامسة فرجك، وبتكرار هذا العمل ستستطيعين التحكم في هذه الرغبة، وهذا الأمر هو الخطوة الأساسية التي عليك فعلها، اعلمي أنه لن يستطيع أي إنسان علاجك، نحن فقط نقدم المعونة والاستشارة؛ لأن هذا الأمر بالذات يحتاج إلى قوة عزيمة منك وحبك في الشفاء من هذه العاده المقيتة، والتي لم تأت بنتيجة إلا بعد الإنسان أو تغافله عن طاعة الله -عز وجل- لذلك يقول الله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
في نهاية رسالتي أنا أعلم -إن شاء الله- حبك للتغيير وللشفاء منها؛ لذلك قوي صلتك بربك، واستعيني به وابدئي.
تمنياتي لك بالتوفيق.
المصدر : راف