كيف أحمي ابني من الشذوذ في المدرسة ؟

أنا أم لثلاث أطفال أكبرهم مازال في المرحلة الإبتدائية، تعرض ابني الأصغر 5 سنوات، لحادثة اغتصاب “شذوذ جنسي” من أحد أبناء الجيران الذي يكبره بأعوام قليلة، ولحسن الحظ  رأيت الواقعة بنفسي،  وتأكدت من ابني أنها المرة الأولي التي يتعرض لها لذلك، وبمواجهة ابن الجيران أكد أن زملاءه بالمدرسة من طلاب إعدادي وثانوي، اعتادوا على فعل ذلك معه من العام الماضي في دورة المياه المخصصة للصغار.

ذهبت لوالدته على الفور لإيجاد حل .. ورغم أنها أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس إلا أنها اتخذت موقفاً غاية في السلبية، فقد ثارت في وجهي بشدة، واتهمتني بتعمد تشويه سمعة طفلها، وأنه لا يمكن أن يفعل ذلك.

لم أبال كثيراً بموقفها وذهبت لمديرة المدرسة التي  كالت لي بدورها نفس الاتهامات بتشويه صورة المدرسة زاعمة أن الواقعة طالما حدثت خارج المدرسة فلا شأن لها بها!!

خرجت من هناك وقد تأكدت أن حماية صغاري مهمتي وحدي بعد تخلى جميع الأطراف، حتى عن الاعتراف بوجود مشكلة أصلاً، ولكن يبقي السؤال ماذا أفعل كي أحمى أولادى من الوقوع ضحايا لهذه الممارسات الشاذة ؟ لقد حذرتهم بشدة من دخول دورات المياه بالمدرسة، ولكني أعلم أن هذا ليس حلاً، فماذا أفعل خاصة وأنني لا أستطيع نقلهم إلى مدرسة أخرى لأننا في مدينة جديدة ولا يوجد بالمنطقة مدرسة أخرى؟

انحراف وليس شذوذ

ترد الدكتورة عزة تهامي الأخصائية النفسية والإجتماعية، على السائلة مؤكدة أن تعرض الطفل في هذه المرحلة السنية الصغيرة لهذه الحادثة ،والذي يُطلق عليها “انحراف سلوكي” لعدم بلوغ الطفل، منتشر في المدارس التي تضم أكثر من مرحلة تعليمية بشكل كبير، وهي بمثابة جرس إنذار للأم لأنه في حالة تكرار الواقعة سيتحول الانحراف السلوكي “لشذوذ جنسي.”

وتنصح الأم التي تعرض ابنها لذلك بالهدوء في التعامل مع الطفل, لأنه يشعر في البداية بالضيق الشديد والشعور بالقهر والظلم لتعرضه لذلك دون إرادته, ويشعر أيضا أن الطرف الآخر مخطىء ولابد أن يأخذ عقابه, وعلي الأم أن تنبه علي أولادها أن يقطعوا علاقتهم تماما بابن الجيران طالما أن أمه لن تعالج الموقف وتعترف أن ابنها ضحية ويحتاج لتعديل سلوكه حتي لا يؤذي الآخرين.

وتتابع: عليها أيضا أن تخبر الأب بما حدث حتي يذهب إلى المدرسة ويهدد المديرة أنها في حالة عدم الكشف عن الكارثة التي تحدث في مدرستها والتحقيق فيها سيذهب للإدارة المدرسية، ولن يترك الموضوع حتي يشعر الطفل بوجود عقاب.

وتلفت إلي ضرورة نقل الأولاد الثلاثة من المدرسة وفي حالة تعذر ذلك تنبه علي الصغير أن يحترس من دخول الحمام ويتأكد من عدم وجود أحد في الداخل، وفي حالة تعرضه لحالة مماثلة عليه أن يصرخ ويذهب للمدرس المسئول .

وتشدد تهامي على أهمية عدم إخبار إخوته بما حدث وأن يقوم الأبوان بحل المشكلة في أضيق نطاق ومع أقل عدد من الأفراد, وأن تلجأ لطبيب نفسي لتخبره بما حدث وكيفية التعامل مع الطفل, وإذا كانت حالة الطفل سيئة جدا تعرضه هو نفسه علي الطبيب.

العلاج سهل

ويؤكد د. شحاتة محروس ،أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الانحراف السلوكي ،الذي بدأ ينتشر في المدارس في الآونة الأخيرة بين الأطفال الذين لم يبلغوا بعد والذي يتحول بعد ذلك لشذوذ جنسي, هو سلوك سلبي ينتشر أكثر في المناطق العشوائية ويحتاج لبرامج توعية في المدارس والمنازل والنوادي, منوها أن علاجه في غاية السهولة في البداية, لكن بعد البلوغ يصبح في منتهي الخطورة.

ويضيف أنه انتشر نتيجة لعدة أسباب أهمها عدم الرقابة علي وسائل الإعلام في المنزل من فضائيات وإنترنت، والتي تتيح للطفل مشاهدة مناظر مرفوضة يحاول تقليدها في الواقع ويكسبه خبرة سيئة, أو إهمال الأطفال وتركهم عرضة للفاسدين في المجتمع وعديمي الأخلاق والذين قد يمارسون الشذوذ معهم دون رقيب. ونتيجة عدم وجود علاقة صداقة بين الطفل والأسرة يتكتم الصغير علي ما يحدث له.

ويقدم دكتور شحاته عدة نصائح على الأم أن تحرص عليها في تربيتها لأولادها لتقيهم الوقوع في فخ الانحراف السلوكي :

– أن تنبه علي صغيرها أن جسده أمانة من الخالق وعليه أن يحافظ عليه, ولا يسمح لأي شخص أن يلمس عورته أو أن يلتصق بجسده بأي شكل من الأشكال, وتنبه أنه في حالة تعدي أي شخص عليه أن يدافع عن نفسه ويصرخ ولا يستسلم له نهائيا.

– تحذره من استبدال ملابسه أمام أحد وأن يتأكد عند دخول الحمامات العامة ،في النوادي أو المدرسة أو الفنادق وغيرها, من غلق الباب جيدا ومن عدم وجود أي شخص داخل الحمام قبل دخوله.

– تربية الطفل علي مباديء الدين وزيادة الوزاع الديني لديه, لأن القيم الدينية تحصنه من شرور المجتمع.

– عمل رقابة جيدة علي وسائل الإعلام في المنزل, فهي سلاح ذو حدين والطفل قد يشاهد بعض المناظر غير اللائقة بشكل مقصود أو غير مقصود, والانحراف السلوكي يأتي نتيجة خبرة سيئة اكتسبها .

– أن تحرص الأسرة علي إقامة علاقة صداقة بينها وبين الطفل, لتكون بمثابة طوق النجاة الذي يلجأ له عند تعرضه لمشكلة، وتستطيع التصرف فيها فورا وتوفير الحماية له.

– ويختم نصائحه بالتنويه على أهمية حصول الأم علي محاضرة التربية الجنسية وهي مهمة للأمهات لتوعية الطفل من سن خمس سنوات بكيفية الحفاظ علي جسمه.

المصدر : صحيفة الوفد