أدمنت قراءة القصص الجنسية ، كيف الخلاص ؟

السلام عليكم

أنا شاب مسلم، عمري 27 سنة، متزوج ولدي رغبة عارمة وشديدة في قراءة القصص الجنسية المثيرة، فهي تثيرني بشكل غير طبيعي، أي عندما أقرأ القصص الجنسية تثيرني جدا, فهل رغبتي في قراءة القصص الجنسية تعتبر مرضا نفسا؟ وما العلاج؟ وكيف أتخلص من هذه الرغبة؟ وهل يوجد بديل لإثارتي الجنسية؟

جزاكم الله خير الجزاء.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: من الناحية الطبية البحتة فإن الاستمرار على قراءة القصص الجنسية المثيرة تجعلك بصورة دائمة مستثارا جنسيا، وذلك يسبب الاحتقان المزمن في الأجهزة التناسلية.

أما من ناحية الإشكال الشرعي فإن قراءة تلك القصص الجنسية المراد بها إثارة الشهوة؛ يؤدي إلى مفاسد مثل مشاهدة الأفلام الإباحية، والصور العارية، وإذا أنت أدمنت على هذا النوع من السلوك؛ فإن التوقف عنه قد يحتاج إلى بعض الإرشاد النفسي والديني.

وسوف يحول هذا الجزء من السؤال إلى الأفاضل مستشاري النفسية لمزيد من التوضيح.

حفظك الله من كل سوء.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور سالم عبد الرحمن الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي.
__________________________________________

شكرا لك على التواصل معنا من العراق الجريح الذي نحبه ونقدّره.

كم جميل أن يصلنا من شاب يحب القراءة والاطلاع، مع اختلافنا على مضمون القراءة ونوعية الكتب، وأنا سأحاول في جوابي هذا أن أبقيك محبا للقراءة، ولكن مع تغيير طبيعة الكتب ونوعيتها.

أفكر أن مثلك كمثل الغريق في الماء، وهو لا يتقن السباحة، وهو ممسك بقطعة خشب، ويقول الناس: عليه أن يترك قطعة الخشب هذه، إلا أنه ليس عنده بديل، فالموضوع موضوع بديل، بديل عن الكتب لتقرأها، وبديل عن الإثارة الجنسية التي تتطلع إليها.

فبالنسبة للكتب هناك كتب كثيرة يمكن أن تبدأ بها، والتي يمكن أن تكون بديلا عن الكتب الجنسية أو الإباحية، سواء الكتب الفكرية الإسلامية أو غيرها، أو الكتب الأدبية من الأدب وحتى الأدب العالمي من القصص والروايات، ولعلك تعرف بعضها، فهي مشوقة ومثيرة.

وعندكم في العراق المفكر الكبير د. عماد الدين خليل، وكل كتبه ينصح بها، فعليك بها، وعادة كل كتاب تقرأه يمكن أن يعرفك على كتاب آخر، وهكذا…

وأما بالنسبة للإثارة الجنسية التي تريدها، وكونك تحصل عليها عادة من القصص الجنسية، فهذا يدل على أنك تحب عنصر التشويق والتدرج في الإثارة الجنسية، وكما يجري في أحداث القصة رويدا رويدا…

وطالما أنك متزوج، فأرجو أن لا تعتقد بأن الإثارة الجنسية لا تأتي إلا من الخارج، وإنما أن تحاول أن ترى عناصر الإثارة في زوجتك، ويمكنك مثلا أن تتحدث معها صراحة في هذا الموضوع، وهي يمكن أن تقوم بالكثير مما يمكن أن يلبي عندك هذه الحاجة، كما أن عليك أنت أيضا تلبية حاجتها أيضا في الإثارة التي تحصل بين الزوجين، فاجعلا من حياتكما الحميمية، مشوّقة وبعيدة عن الروتين، فهذا يشعرك، كما يُشعرها بالسعادة ويقوي العلاقة الزوجية بينكما.

وفقك الله وثبتك على الصراط المستقيم.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ مأمون مبيض استشاري الطب النفسي.
وتليها إجابة الدكتور/ أحمد المحمدي المستشار التربوي.
__________________________________________

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معك في أي وقت.

أخي الحبيب: يقولون إن المنطلقات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة، وسؤالك أخي ليس عن كيفية التخلص من الإثارة لتعيش حياة طبيعية وفقط، بل الشق الآخر هو البحث عن بديل للإثارة غير قراءة القصص الجنسية، وهذا قد يدل على أنك قد جعلت الجنس غاية لا وسيلة، وهذا خطأ أخي الحبيب، نحن لم نخلق لأجل الجنس، الجنس وسيلة لإشباع النفس حتى تنطلق إلى آفاق الدنيا معلما، أو طبيبا، أو مهندسا، أو عاملا؛ لتحقق المعاش لك في الأرض، مع يقينك أنك مخلوق لله، وأن الأصل في خلقك لعبادة الله عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

إن الحياة لأجل الإثارة الجنسية لهي حياة رخيصة جدا، يستوى ساعتها الإنسان وسائر المخلوقات، بل نحن خلقنا لغاية أعظم ولمهمة أكبر.

أخي الحبيب: نعود بعد ذلك إلى شق السؤال الأول، وهو السؤال المنطقي: كيفية التخلص من الإثارة عن طريق القصص، لقد ذكرت أخي أنك متزوج، فهل زوجتك لا تثيرك وأنت تفعل ذلك لأجل الإثارة؟ إذا كان الجواب نعم، فاسأل نفسك هل تثار باللامعقول أم تثار بالأمور المعقولة، بمعنى هل تثيرك الأشياء الطبيعية أم الأمور الخيالية المناقضة للفطرة، مما لا تستطيع الزوجة أن تفعلها؟

إن كانت بالمعقول فعليك أن تدرب زوجتك، وأن تخبرها بما تحب وتشتهي، وإن كانت بغير المعقول فعليك أن تعلم أنك تسير في الطريق الخطأ، وأن تبحث عن الأسباب التي دفعتك إلى سلوك هذا الطريق، هل هو الفراغ مثلا؟ هل قلة العمل؟ هل ضعف التدين؟ هل انعزالك عن الناس؟ لا بد أن هناك سببا ما يدفعك إلى ذلك، وعليك فورا معالجته.

ونحن ننصحك أخي الحبيب بما يلي:

أولا: التوبة الصادقة، مع الإقلاع التام عن مثل تلك النوعية من القراءة.

ثانيا: معرفة الأسباب الدافعة التي تقودك إلى مثل تلك القراءة والاجتهاد في إزالتها.

ثالثا: نود منك أن تشغل كامل وقتك إما بالعمل الوظيفي، العمل المجتمعي مع الاهتمام بالرياضة.

رابعا: ننصحك بزيادة معدل التدين عندك، كما نوصيك بكثرة الصيام لله، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

خامسا: أكثر من الصحبة الصالحة، فالمرء بإخوانه، ومتى ما كانت لك صحبة صالحة ستدفعك دفعا إلى فعل الخير، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان يزداد تأثيره كلما كنت منفردا، فعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَة، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِد، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَمَنْ أَرَادَ بُحْبُحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ”.

سادسا: نريد منك أن تجلس إلى زوجك وأن تتحدث إليها، وأن تطلب منها أن تفعل ما تريده، فهذا حقك الشرعي، فإن كنت مستحييا من ذلك أو لا تريد الحديث إليها فيمكنك أن تحيلها على المواقع المتخصصة الإسلامية النسوية التي تتحدث عن واجبات الزوجة تجاه زوجها، ويكفيك أن تلفت انتباهها، وهي ستعمل على ذلك ما استطاعت.

سابعا: أخي الحبيب قد أكرمك الله بالزوجة؛ فاحمد الله على ذلك، واجتهد أن تغلق باب الشيطان عندك، وكن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك، وعليك بالدعاء أن يذهب الله عنك هذا الأمر، وأن يصرفه عنك، واعلم أن الدعاء خاصة في جوف الليل سهم صائب، والله وعد بإجابة من دعاه، فأقبل على الله، واعلم أنك معان من الله متى ما احتميت به.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

 المصدر : إسلام ويب