قصة مؤثرة : متدينة لكنني تعلقت به !!

مازن الفريح

* أنا فتاة عشرينية. دخلت إلى عالم النت لأني, كما يقال, أملك موهبة أدبية .. ولاقت كتاباتي بحمد الله استحساناً كبيراً في أوسط المنتدى الذي أكتب من خلاله. ثم عرض علي أن أكون مشرفة .. ومن ثم تعرفت على صاحب المنتدى .. ولم أكن من النوع الذي يمضي وقته في الشات, بل كانت أرضاً لم تطأها قدماي تعففاً, وكان بريدي الإلكتروني يخلو من أسماء الجنس الآخر أو أردهم بأدب.
* وبحكم منصبي الإداري أمسيت أمضي جل وقتي في محادثته … وأشتاق إليه إن غاب واطلعني على أسراره واسمه الحقيقي وأرسل إلي صورته : وهو في أواخر العشرينيات وتقاربنا كثيراً وعلى رغم أننا – أنا وهو – نرفض علاقات الهاتف والمسنجر والشات فقد تعلقنا ببعضنا : ولا نكاد نفترق .. طبعاً أصبح لي مركز مرموق في أوساط المنتدى وكذلك في منتديات أخرى .. لكنني أشعر أن كل هذا وهم : ولا يمكن أن تلتقي .. ولكن لا يمكنني إنكار هذه العاطفة تجاهه, صارحت أختي الكبرى فاستغربت كيف أن بنتاً بمثل عقليتي وتديني تتأرجح في متاهات السراب … نصحتني بقطع علاقتي به, لكنني أرجو فعلاً أن تثمر هذه العاطفة.

ليس من السهل علي تركه … لأنني أحتاج إليه في كثير من الأمور .

الجواب :
– الأخت الكريمة لقد قرأت مطلع رسالتك فأحسست بفرحة تغمر قلبي (( موهبة في كيان عشريني وكتاباتها تنفذ إلى القلوب فتطرب لها.. ثم توظيف هذه الموهبة في خدمة المسلمين ونصحهم .. وعفاف عن لجج اللغو واللغط المسمى ب (( الشات )).. وسد لمنافذ الفتنة كالبريد … ما أشد حاجتي وحاجة الأمة إليك وأنت العفيفة بإيمانك, العاملة الداعية بموهبتك فتؤثرين ولا تتأثرين .. آه .. آه .. يا أختاه .. كم نحن بحاجة إلى مثلك من بنات المسلمين لنسد بهن ثغوراً ولجت منها الشياطين.. فرحت أننا في الدعوة نمتلك هذه المواهب .. فرحت أيما فرح .. ولكن فرحتي كدرتها ترحة , وسعادتي شابتها تعاسة حين وصلت بعد ذلك إلى قولك (( أمضي جل وقتي في محادثته )) و (( أشتاق إليه إن غاب )), (( أرسل إلي صورته )).. يا أسفاً.. هزئ بي الشيطان وضحك مني بعد أن ضحك عليك يا أختاه.

.. ولكن مع هذا عاد إلي أملي بك ورجائي فيك وأنت تقولين (( إن كل هذا وهم )).. إى والله وهم وباطل وسفاهة .. أنت أرفع شأناً, وأنضج عقلاً, وأقوى إيماناً من أن تسيري وراء هذا الوهم الخادع والسراب الكاذب.. ولكنها عثرة وقد قيل (( ولكل جواد كبوة )) إنه مستنقع آسن ونفق مظلم سلكته ضعيفات الإيمان فعرفن في نهايته عاقبة العصيان, وقصص الواقع خير شاهد (( والعاقل بغيره اتعظ )) فلم تحتج أن يكرر مأساة غيره وهو جحر قد لدغت منه الكثيرات (( والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )) رواه البخاري.

أيتها الأخت الكريمة ..

إذا أردت أن تعرفي دين الرجل وشهامته وغيرته وصدقه فانظري هل له ميل لهذه اللوثات الجاهلية, والهفوات الشيطانية .. فإذا تبين لك شيء من هذا فاغسلي منه يديك ورجليك .. ثم هل يرضى (( مشرف المنتدى )) أن أرسل إلى أخته صورتي ؟! إن رضي فهو قليل الغيرة يرضى السوء في أهله, وإن لم يرض فكيف رضي به لك ؟!

… أطلت في الرد لتعلمي خطورة موقفك, واسترسلت في الجواب لتدركي عظم خطئك وعثرتك .. ثم إني موصيك وصية أخ مشفق حريص عليك.

أولاً : عليك بكثرة التوبة والإنابة إلى من وهبك عقلاً فأودعه موهبةً ورأياً استحسنه الآخرون, ولو شاء لجعلك في قطيع من السائمة.. فأحسني وتلطفي ولا تستبدلي نعمة الله كفراً..

ثانياً : اعتذري عن الإشراف في المنتدى, وتوقفي عن مراسلة المشرف حالاً , واكتفي بالمشاركة في منتديات أخرى لتبلغي دعوة الله (( إذا لم يكن بد من الكتابة )) وذلك حتى يبرأ جرحك وتنطفئ نار الفتنة.

ثالثاً : عليك بكثرة القراءة في الكتب النافعة والكتابة في المجلات الإسلامية لتملئي وقتك بالنافع المفيد وتطوري موهبتك وتنمي ملكتك الأدبية.

رابعاً : هنا أخوات صالحات داعيات يمكن أن تراسليهن وتقيمي معهن علاقة عبر (( النت )), إن شئت أعرفك ببريد بعضهن . وهن في سنك.

خامساً : عليك بالدعاء والمحافظة على صلوات وكثرة الأذكار وأعمال الخير.

وفقك الله وحرسك من نزغات الشياطين وأعاذك من مضلات الهوى ونفع بك الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العلمين .
المصدر / مجلة أسرة المستقبل العدد 140 ( زاوية هذه مشكلتي ) ( يجيب عليها الشيخ مازن الفريح )