ماذا أفعل مع أخي الذي يشاهد أفلاماً خليعة؟
السؤال
أخي يستخدم الكميوتر، وفي أكثر من مرة رأيت صوراً خليعة جداً وأشرطة فيديو لممارسة الجنس، وعندما أخبرت أمي قالت: اعملي نفسك ما رأيت شيئاً؛ لأنه إن قلت له فسوف يتمادى ويعاند!
والمشكلة أن أبي لا يعيش معنا بسبب العمل، وحتى لو كان موجوداً فأبي لا يمكن التفاهم معه؛ لأنه عصبي المزاج، وأنا بصراحة لم أقتنع بما قالت لي أمي! فهل أترك أخي هكذا للضياع أم نزوجه؟ ولكنه لا يعمل وعديم المسئولية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يهدي أخاك ويتوب عليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فبقدر سعادتي بموقفك الرائع وحرصك على هداية أخيك واستقامته بقدر ما أنا متعجب من سلبية والدتك وعدم اهتمامها بولدها، وتركه للشيطان يلعب به كلعب الأطفال بالكرة، رغم أنها قد تكون أول من يدفع الثمن ولابد، إذ إن الانحراف لم ولن يتوقف عند هذا الحد، بل قد تكون هذه هي البداية، والقادم أشد وأنكى وأخطر وأعظم، فهذه السلبية ما كنت أتصور أن تكون هي موقف الأم أبداً، وهي ترى ولدها وفلذة كبدها يدمّر نفسه، ولذلك أود أن تكرري المحاولة معها مرةً أخرى، بل مراتٍ ومرات، حتى تقف معك في وجه هذا الانحراف الذي قد يصل إليك أنت شخصياً، وهذا ليس ببعيد، فإذا لم تقف معك فقفي أنتِ في وجه هذا الانحراف، مع ضرورة استعمال الحكمة والذكاء والحيلة، ونظراً لكونك لم تذكري سنه وهل له شلة يمشي معها أم لا، فإني أرى ضرورة استعمال الحكمة والذكاء إلى أقصى حد، وحاولي كسب ثقته وإشعاره بحبك له، مع محاولة أن تبيني له خطورة هذه الأشياء، واعرضي عليه أمر الزواج حتى وإن كان لا يعمل ما دامت أسرتك قادرة على مساعدته والوقوف معه والإنفاق عليه؛ لأن الفراغ الذي يعيشه هو أحد أهم أسباب هذا الانحراف، وعندما ينشغل بعمل أو بزوجة أو حتى بصحبةٍ صالحة سيتغير حاله إن شاء الله.
اقربي منه، واكسبي ثقته، وناقشيه بهدوء، واجلسي معه طويلاً إذا كنتِ واثقة من أخلاقه وسلوكه وقدرتك على الحوار الهادئ معه، وقربيه من الله، ولا بأس أن تقيموا فيما بينكم لقاءً أسرياً يشمل أفراد الأسرة أو بعضها تجلسون فيه على شكل حلقة واحدة تقرءون القرآن، أو تسمعون شريطاً إسلامياً، أو حتى لو جعلتموه ينخرط في المشاركة في أي نشاط اجتماعي يقضي فيه أوقات فراغه، واطلبي من بعض الأقارب أو الصالحين أن يتعرف عليه، وأن يزوره، وأن يخرج معه حتى يملأ الفراغ الحالي أو يقضي عليه، فلابد من بديل مناسب وسريع؛ لأن ما يفعله أخوك شيء شبه طبيعي لشاب عاطل بلا عمل ولا هدف ولا غاية، مع الإكثار له من الدعاء خاصة من قبل والدتك، وابشري بفرجٍ من الله قريب، ولن يخزيك، ولن يضيع جهدك سدى.
والله الموفق.
المصدر: http://consult.islamweb.org/