أحب زميلي لدرجة الغيرة عليه ،،، هل أنا شاذ ؟
السلام عليكم.
أنا طالب عمري 17 سنة وأكثر، تعرضت للاغتصاب في صغري من قبل أكثر من شخص، واستمررت بممارسة الجنس إلى أن أصبح عمري 16 عاماً، والحمد لله قررت أن أترك هذا الشيء نهائياً.
لكن المشكلة: صحيح أني تركت ممارسة الجنس، إلا أني لا أزال مستمراً بالنظر إلى الأولاد الفاتنين، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، لكن نظرتي هي ليست لغرض الشهوة، ولا أنظر لشخص بشهوة، ولا أتمنى أن أمارس الجنس معه، بل كل ما أريده وأتمناه أن يصبح صديقي المقرب، ويحبني كأخيه وأحبه كأخي.
بدأت قصتي عند بداية العام الدراسي الحالي، عندما كنت في الصف، ونظرت إلى المقاعد الأخيرة، ورأيت شخصاً أعرفه منذ أن كنت بالأول الابتدائي ، وكان أجمل بكثير من السابق ولكنه يكبرني بسنة، ورسب العام الماضي، والآن هو معي.
مر شهر أو أكثر من شهر على بداية العام، وفي البداية كانت نظرتي عادية تقريباً، واعتبرته كأي شخص جميل وحسن المظهر، لكن مع الوقت بدأت أشعر أني أحبه، وعندما أراه قلبي يسارع بالنبض، وكلامي يختلف، حتى أن أصدقائي لاحظوا ذلك، والآن أنا أغار عليه كثيراً، وعندما يحاول أصدقائي أن يستفزوني ويتكلموا معه فإن ذلك يثير غيرتي، وأتمنى أن لا يكلم شخصاً غيري!
أنا أتكلم معه لكن ليس كثيراً، لكن أنا لا أنظر له بنطرة مريبة وجنسية، بل فقط كل ما أريده هو أن يصبح مقرباً أكثر، ونخرج سوياً، ويحدث حديث بيننا، ومشكلتي هي أنني أخاف أن تؤثر هذه الأشياء سلباً على دراستي وغيرها، فكيف لي أن أترك هذا الشيء أو أن أتقدم للأفضل؟
آسف على الإطالة.
المستشار: د.ياسر الشلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم “مستشارك الخاص” وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
ابني -حماك الله-: احمد الله تعالى أن من عليك بالتوبة من هذا الذنب العظيم، وأسأل الله تعالى أن يبدل سيئاتك حسنات، وأن يثبتك على الطاعة والبعد عن المعصية.
من الطبيعي أن يكون الإنسان علاقات اجتماعية مع الآخرين، وأن يكون له أصدقاء يجتمع معهم ويتبادل معهم الأحاديث والترويح عن النفس، ووجود هؤلاء الأصدقاء في حياة الشخص أمر ضروري، ولا يؤثر ذلك سلباً على حياته إذا كانت العلاقة في حدودها الطبيعية وفق ما أمر الله، والذي تعاني منه من الشعور بارتباك من تكوين علاقة اجتماعية مع أحد الأصدقاء والتقرب منه؛ إنما هو بسبب علاقاتك السلبية السابقة، وربط كل علاقة بالماضي، وخوفك من تطور العلاقة لتتحول إلى علاقة سلبية، ولكي تتخلص من ذلك أنصحك -بني- بما يلي:
– أن يكون ارتباطك بالآخرين مبنياً على ما لديهم من صفات خلقية وليس على أشكالهم وجمالهم؛ فالعلاقة بين الأصحاب والأخوة تكون بالتعامل والأخلاق ولا علاقة للشكل فيها.
– تخير أصحابك بأن يكونوا من الأخيار الصالحين والمتميزين؛ فالصاحب ساحب، ومن يصاحب الأخيار والناجحين يصبح مثلهم؛ لأنهم يذكرونه بالله، وعلاقتهم سامية بعيدة عن الشهوات والملذات والمصالح الدنيئة، والعكس من يصاحب أصحاب السوء والفاشلين؛ فإنه يتأثر بهم وينجرف معهم.
– علق قلبك بمحبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة ما يحبه، ومحبة عباده الصالحين، فمن أحب الله أحبه الله وملأ قلبه نوراً وسعادة، وجعل الناس يحبونه ويألفون به، وتجنب تعليق قلبك بالبشر؛ فالبشر يتغيرون باستمرار، وتجري عليهم مقادير الله، وتعليق القلب بهم يفسد القلب ويشغله.
– حافظ على صلاة الجماعة وصيام النوافل؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصيام يعين الشاب على ضبط شهواته، ومارس الرياضة بشكل مستمر، واحرص على ملء فراغك بما يعود عليك بالنفع.
– أنصحك بقراءة كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم الجوزية؛ لتتعلم منه وسائل بناء العلاقة مع الآخرين، وضبط مشاعرك.
أسأل الله تعالى أن يحفظك ويجعلك من عباده الصالحين المصلحين.
المصدر: راف