اللعب الجنسي للأطفال

الدكتور ماهر العربي
المستشار النفسي والزوجي والتربوي

يعتبر اللعب الجنسي والاستكشاف الجنسي مع نفسه ومع أطفال آخرين مظهر من مظاهر النمو الجنسي الطبيعي. وقد يؤدي حب الاستطلاع الجنسي بالأطفال إلى النظر للأجسام العارية للآخرين ولمسها، وممارسة الألعاب التي تساعد على ذلك مثل: (لعبة الطبيب)،(ولعبة الأب والأم).

ويبدأ اللعب الجنسي بالاستكشاف ثم ينتهي بأن يصبح لعبة مسلية وممتعة للطفل يمارسها متى شاء. ولْيعلم الآباء والمعالجين بأنه في هذه المرحلة لا يوجد شهوة جنسية عند الأطفال ما قبل البلوغ ولكن هي متعة اللعب والتسلية والتعود فقط.

وقد حضر لعيادتي السلوكية مشاكل عديدة عن أطفال يمارسون اللعب الجنسي على أنفسهم أو على غيرهم ومنها الآتي:
•طفل عمره (6) سنين، يمارس حركات الجماع كاملة مع أخته بعمر(5) سنين، أثناء غياب الأم. والسبب في ذلك أن الطفل تعرض لتحرش جنسي من خاله وطبق حركات الجنس على أخته فأصبحت لعبة ممتعة ومسلية لهما.
•طفل عمره (4) سنين، يمسك عضوه التناسلي ويلعب به كأنه سيارة ويقوده في البيت ويخرج صوت سيارة، وأحيانا يضرب عضوة التناسلي ويقول لوالديه أنه يريد التخلص منه وقطعه.
•طفل عمره (5) سنين، يقوم بحك العضو الذكري أمام الطلاب في الصف من فوق الملابس على مقعد الدراسة.
•طفلة(5) سنين وأخوها (6) سنين، يضعا يديهما كلا على عورة الآخر ويبدآن باللعب .
•طفلة (3) سنين، تعودت قبل النوم أن تضع رجل أمها بين فخذيها ثم تبدأ بعملية الحك والهز يوميا.
• طفل (4) سنين، تعود أن تضعه الخادمة يوميا على رجلها وهي جالسة على كنباية وتبدأ بهزه، وهي لا تعلم أن الهز بهذه الطريقة يحرك أعضاءه التناسلية ويحكها، مما جعلته يستلذ بهذه الحركات ويطلبها ثم بعدها بدأ يلعب بأعضائه التناسلية بيديه.

أهم أسباب اللعب الجنسي:

1.حب الاستكشاف من قبل الطفل.
2.الفراغ القاتل الذي يمر به الطفل ومن كثرة الملل وفي غفلة الأم يلعب مرة في عضوه التناسلي ثم يكررها لتصبح في النهاية متعة وعادة.
3.تقليد الكبار مثل الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء.
4.تعرض الطفل للتحرش الجنسي مما يدفعه لتطبيقه على غيره من الأطفال.

أهم طرق العلاج:

1.العلاج النفسي (المعرفي السلوكي):
وهذا يحتاج لجلسات خاصة مع معالج سلوكي يوصل المعلومة للطفل بطريقة عملية محسوسة ومبسطة قريبة من ذهنه.

2.المواجهة:
يقوم الوالدين بمواجهة الطفل ويضعا له حدوداً وضوابطاً للعب الجنسي، وذلك بعد أن يشرحوا له باختصار شديد مخاطر هذا اللعب عليه وعلى العائلة وسمعتها. وأن يوجهوا له كلاما يشعره بأنهم متضايقون من فعلك مثل: (لا أريدك أن تفعل ذلك ثانية على الإطلاق).

3.تشجيع النشاطات البديلة:
كأن نقول له مثلا هل تستطيع أن تلعب هذه اللعبة (الجنسية) أمام الناس عموماً، طبعا سيقول: لا. ثم نقول له:إذن عزيزي دعني أعلمك لعبة أخرى أمتع وأفضل منها. ثم لا ننسى أن نشجعه على الأنشطة التي تعبئ وقته وتشغل فكره عن اللعب الجنسي.

4.الإشراف:
لا تدع الأطفال يلعبون وحدهم في غرفة مغلقة لمدة طويلة دون أن تطل عليهم بين الفينة والأخرى لترى ماذا يفعلون.

5.التربية الجنسية للأطفال:
وأقصد به أن نحاور الطفل ونجيب على كل أسئلته المتعلقة بالجنس مع مراعاة عمره وعقلهن مع الاختصار بالمعلومات مثل: (العورة وحدودها على على أخته وأخيه-الطهارة- الحدود في التعامل مع غيره من الأولاد أو البنات من ناحية اللمس او الحضن وغيره..).

6.النموذج الوالدي:
لا تدع الطفل يرى نشاطاتك الجنسية فهم لا يستوعبون الحدود والضوابط الأخلاقية للسلوك الجنسي الخاص بالكبار. لذلك تقول إحدى الدراسات اليابانية أن الطفل يخزن في دماغه الأصوات والصور من سن 14يوم. فلننتبه من ذلك إخواني الكرام.

مع تمنياتي لكل أطفالنا بالسعادة والهناء

المصدر : http://www.almualem.net/