عصابات الإستغلال الجنسي للمراهقين
حذر خبراء علم الاجتماع والمتخصصون في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر من غياب الرقابة الأسرية على استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت ، مؤكدين أن الاستخدام الخاطئ لتلك الفئات لمواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook ، وTwiter فضلا عن برامج الدردشة الإلكترونية فيما يعرف بـ ” Chatting ” يضعهم فريسة للمرضى النفسيين وعصابات الاستغلال الجنسي .
وأكدوا لـ الراية الأسبوعية أن 44% من الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون الإنترنت يشاهدون عن عمد المواقع التي تحمل مواد إباحية، وأن 66% منهم تُفرض عليهم مشاهدة هذه المواد ، فيما تتضمن العديد من مواقع ألعاب الأطفال ألعابا إباحية تتعرى فيها بطلات تلك الألعاب الكرتونية ، أو تحمل مفاهيم غير أخلاقية!
وأشاروا إلى أن الاستغلال الجنسي للأطفال والمراهقين يسبب العديد من المشاكل السلوكية والأخلاقية وينعكس على مستوى التحصيل الدراسي لتلك الفئات.
ودعوا إلى ضرورة نشر الوعي كخطوة أساسية في حماية الأطفال من التعرض لهذا النوع من الاستغلال ولاسيما أن الدراسات أكدت أن نصف مستخدمي الإنترنت في العالم العربي من الأطفال والشباب.
====
الغرباء يستغلون معاناة المراهقين لإغوائهم جنسياً
يؤكد د. سعدون رشيد عبداللطيف الحيالي خبير التخطيط والتطوير في المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر أن الكلام في موضوع استغلال الأطفال عبر الإنترنت والتطرق إليه من خلال الأبحاث ووسائل الإعلام بات أمراً في غاية الأهمية بسبب الاستخدام الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook، و Twiter فضلاً عن مواقع وبرامج الدردشة ما يعرّض الأطفال والمراهقين إلى جرائم الاستغلال الجنسي، فضلاً عن مشاهدتهم عمداً أو دون إرادتهم لصور ومقاطع فيديو إباحية عبر الإعلانات غير المرغوبة التي تظهر على مواقع مخصصة أصلاً للألعاب والترفيه.
ودعا إلى ضرورة تشديد الرقابة الأسرية على المواقع التي يرتادها الأطفال والمراهقون، وتوعيتهم بعدم الوقوع فريسة لمحاولات الإغواء الجنسي عبر مواقع وبرامج الدردشة والتواصل الاجتماعي، حماية لهم من المرضى النفسيين وعصابات منظمة تسعى لاستغلالهم عن طريق تصويرهم بصور غير أخلاقية عبر كاميرات الويب، أو دفعهم لإجراء حوارات إباحية عبر برامج الدردشة.
ويشير د. عبداللطيف إلى أن الجرائم المتعلقة بالإنترنت كثيرة ولكن عندما نتكلم عن جرائم ترتكب بحق الطفل في هذا الإطار قد نعني الاتجار بالبشر وبشكل أساسي الاتجار بالطفل لأنه من الفئات الأضعف ما يجعله أكثر تعرضاً للاستغلال عبر التسلط عليه وممارسة نوع من الضغط النفسي والاجتماعي واستخدام التهديد والوعيد بفضحه في حال عدم الانصياع للمجرمين.
وأضاف: وقد أثبتت العديد من الإحصائيات دفع 40% من الأطفال والمراهقين إلى تصفح المواقع الإباحية فضلاً عن دخول 60% من الأطفال والمراهقين تلك المواقع رغماً عنهم عبر الإعلانات غير القانونية التي تخترق المواقع التي يتصفحها الأطفال والمراهقون وفي مقدمتها مواقع الألعاب.
استغلال جنسي
وأكد أن استغلال الطفل أو المراهق عبر الإنترنت قد يأخذ أكثر من وجه منها الاقتصادي ومنها الجنسي عبر عصابات منظمة يقوم أفرادها بالتعرف على الأطفال والمراهقين وتحديد نقاط ضعفهم واستغلال التفكك الأسري وما يعانيه بعض الأطفال والمراهقين من تجاهل ذويهم لمشاكلهم وعدم سماعهم لمشاكلهم، قبل استغلالهم جنسياً بتسجيل حواراتهم المصورة عبر كاميرات الويب، تمهيداً لتحويل الانحراف في العالم الافتراضي على الإنترنت إلى حقيقة نتيجة للتهديد والابتزاز للأطفال والمراهقين والضغط عليهم بفضحهم في حالة عدم الانصياع لأوامرهم، كأن يستغل الطفل بالتسول أو الدعارة بشكل فعلي.
وأشار إلى صعوبة حصر الجرائم الإلكترونية التي ترتكب ضد الأطفال والمراهقين عبر الإنترنت إلا من خلال الجهات الحكومية المختصة التي تسجل الوقائع التي يبلغ عنها، لافتاً إلى أنها تشهد ازدياداً كبيراً يترافق مع انتشار الإنترنت والأجهزة الحديثة ولاسيما الهواتف الجوالة التي جعلت الإنترنت مرافقة للطفل أينما ذهب.
ويؤكد أن وسائل المكافحة لأي ظاهرة تعتمد على عدة عناصر أساسية أولها: “الوقاية” وهي خير من العلاج والتي تتم من خلال التوعية في البيت المدرسة وفي مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية أما ثاني الوسائل فهي: “الحماية” والتي تكون عبر اتجاهين الأول من خلال تشريعات تحمي المجتمع والفرد والثاني من خلال إيجاد مؤسسات يلجأ إليها الفرد إذا ما تعرّض إلى أي نوع من الاعتداء عليه، مشدّداً على ضرورة أن يلجأ أولياء الأمور في حال تعرّض أبنائهم إلى أي استغلال إلى الشرطة أو إلى المؤسسات المعنية، حتى يساهموا في الحد من هذه الظاهرة وبالتالي الحفاظ على أبنائهم.
ويقول: لا يمكن أن نحمي الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت من دون تضافر الجهود بين المجتمع والأسرة مشدداً على ضرورة تدخل معين من دولة في فلترة ما يصل إلى الأطفال مؤكداً أن المجتمع القطري لديه وعي بهذه الأمور من خلال الجهود الحثيثة التي بذلت من قبل مختلف المؤسسات المعنية بحماية الطفل، مشدداً على دور الأسرة باعتبارها المؤسسة التربوية الأولى والخلية الأساسية التي يقع عليها واجب تربية أبنائها وحمايتهم.
===
الرقابة الأسرية أهم من حجب المواقع
في ظل انتشار المواقع الإباحية على الإنترنت والمواقع التي تسهل استغلال الأطفال يلجأ بعض أولياء الأمور إلى تشديد الرقابة على الحاسوب في المنزل وتحديد الخيارات المتاحة للطفل على الحاسوب من خلال استعمال برامج متخصصة تحتاج إلى تقنيين لتحميلها.
سألنا المهندس محمد فتوني المتخصص بتقنيات المعلوماتية عن إمكانية منع مواقع محددة عن الأطفال أو تحديد المواقع التي يمكن أن يدخلها الأطفال، فأوضح بداية أن هناك إجراءات مشددة متبعة في قطر تمنع دخول المواقع التي تتضمّن أموراً إباحية إذ لا يمكن أن يدخلها الطفل أو المراهق.
ويؤكد أن خرق المواقع أصبح حالياً أسهل بسبب إتاحة مواقع تتخطى البروكسي وتسمح إمكانية الدخول إلى المواقع المحجوبة من قبل مؤمن الخدمة أو من خلال دخول مواقع مباحة تعتبر جسراً لدخول مواقع محجوبة.
ويشير فتوني إلى أن هذه البرامج متوافرة مجاناً على الإنترنت فيقوم الأطفال والمراهقون بتحميلها لكسر المواقع المحجوبة، إلا أنه من الممكن للآباء رصد المواقع التي يدخلها الأطفال عبر خطوات سهلة، ما يساعدهم على توعيتهم وتوجيههم ومنعهم من الدخول إلى تلك المواقع فيما بعد، خاصة أن تصفحهم لتلك المواقع أو التحدث مع الغرباء في الأمور غير الأخلاقية يهدّد سلوكياتهم ويهدّد مستقبلهم الدراسي، نتيجة لإهمال دراستهم وانشغالهم بالتفكير في العالم الافتراضي غير السوي.
اختراق الحظر
وحول مواقع الألعاب التي يدخلها الأطفال والتي تعرض على صفحاتها مواد إعلانية لمواقع إباحية أوضح المهندس فتوني أنه في قطر لا يمكن للطفل فتح هذه المواقع لأنه عندما يضغط على الرابط ستفتح أمامه صفحة تخبره أنه يمنع عليه فتح الموقع وأنه يحتوي على مواد غير ملائمة أو مسيئة إلا أن هذه المواقع يمكن أن تفتح باستخدام برامج اختراق “البروكسي” ، لافتاً إلى أن بعض المواقع الإباحية الجديدة قد تنجو من الفلترة لفترة من الوقت قبل اكتشافها وتحديداً تلك التي تعمد إلى عدم وضع كلمات في العنوان الأساسي تدل على مضمونها الإباحي.
وأكد أن عالم الإنترنت واسع جداً والإمكانيات التي تسهل الوصول إلى المواقع المحجوبة متاحة بشكل كبير وأن الرقابة تقنياً من قبل الأهل تخضع لمدى تفوق مهارة الآباء في الإنترنت على مهارة الأبناء لذلك يبقى وعي الأطفال والحوار الشفاف عن مخاطر استغلالهم عبر الإنترنت أفضل من الحلول التقنية وأهمها تنبيههم من التكلم مع الغرباء والإدلاء بأي معلومات شخصية عنهم أو عن أفراد أسرتهم والتأكيد المستمر على أن هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون الإنترنت هم أشخاص افتراضيين وغالباً ما تكون المعلومات الشخصية التي يقدّمونها غير حقيقية.
المصدر : الراية القطرية