السينما وإنحراف الشباب
يشاهد الشباب اشرطة السينما عن طريق دور العر ض في الصالات أو عن طريق التلفاز أو جهاز الفيديو ويلجأ الشباب الى السينما لاسباب مختلفة لكنها لا تخرج عن أمرين هما ملء الفراغ وارواء رغبات معينة وقلة من الشباب الذين يشاهدون الاشرطة لاهداف التثقيف والاشرطة
التي تستحوذ اهتمام الشباب منها الاشرطة ذات الطابع الجنسي واشرطة العنف والمغامرات والاجرام واشرطة الخيال العلمي والاشرطة العاطفية والبوليسية وهكذا لا يرى الشباب الاشرطة المناسبة والمفيدة لانهم غالباً ما يقبلون على السينما دون اهداف واضحة ومحددة ولابد ان يجري تنظيم دقيق لعلاقة الشباب بالسينما عبر دراسة مسألة اوقات الفراغ من جهة ومسألة منفعة السينما لجمهور الشباب مما يصب في دراسة حاجات الشباب قياساً للسن والبيئة والمجتمع المحلي وسوى ذلك من جهة اخرى وتكون هذه الدراسة من خلال انتاج اشرطة موجهة للشباب والاكثار من من النوادي السينمائية واختيار الاشرطة ذات الدور التثقيفي وللسينما تأثير بالغ على المشاهدين من الشباب وقد زاد هذا التأثير بعد انتشار التلفاز وهناك آراء مختلفة حول تأثير السينما فالبعض يرى ان السينما ليس لها أثر في الانحراف بل هي وسيلة من وسائل التربية والبعض يرى ان السينما ذات مؤثر ثانوي للانحراف والبعض يقول ان السينما ذات اثر مباشر للانحراف عن طريق التقليد والمحاكاة كالاشرطة البوليسية والمغامرات والبعض يعلن حول العلاقة بين السينما وظاهرة الانحراف فالناشئة يعيشون وقائع الفلم اثناء العرض ويسهل استجابتهم لتلك المؤثرات ويزداد مع صغر السن وان الفتيات اتجهن الى العلاقات الجنسية غير الشرعية نتيجة الاثارة الانفعالية الناشئة عن قصص الحب العنيف على الشاشة والسينما شجعتهم للاندفاع في تيار التحلل والاستهتار وان المراهقين يتأثرون بالافلام التي تعرض مراحل السرقة وارتكاب الجريمة ومن ثم تصبح السينما مدرسة يتعلم فيها المراهق كسر الاقفال وفتح الخزائن .
وهكذا فإن الافلام التي تعالج الحب والجريمة والجنس تؤثر في تكوين السلوك المنحرف وهناك من يرى ان للسينما اثراً ثانوياً في الانحراف فيلاحظون ان مشاهدة الافلام لا تؤدي الى خلق المجرم أي انها مجرماً إلا لمن لديه الاستعداد الاجرامي فعلاً وان بعض الافراد يميلون بطبيعتهم الى العنف والعدوان وان عرض مشاهد الجريمة عليهم لابد ان يوقظ نزعتهم العدوانية ويشحذها للظرف الملائم لانطلاقها وهناك بعض الافلام لها تأثير سيء على الفكر والتكوين الخلقي للمراهق مما يساعد على انحرافهم فإذا اسيء اختيار الفلم هناك خطر اكبر على الشباب خاصة اولئك الذين لم ينالوا قسطاً وافراً من التربية الفكرية وكذلك فإن الافلام الجنسية تسيء الى أخلاق الشباب مما يؤدي الى اضطراب في القيم الانسانية والاخلاقية ويؤكد البعض على وظيفة السينما الايجابية فيرون ان السينما وسيلة تربوية وتعليمية وثقافية كأشرطة البحوث واشرطة احداث الجمهور واشرطة الجريدة الاخبارية واشرطة الاحداث العامة والاعلان والاشرطة التي توقظ اثارة شعور الناس واشرطة خلق الابتكار ومعالجة مجريات الاحداث وهكذا فإن السينما تؤثر في الاتصال بجماهير الشباب وتزداد حدة هذا المؤثر او قلته كلما قل الجهد التربوي في العمل مع الشباب لذلك يجب توظيف السينما لتحقيق الهوية الثقافية وجعل السينما تتحول الى نشاط ثقافي والى مؤسسة تمارس تأثيرها الايجابي والمطلوب مشاركة الشباب الفعالة في توجيه السينما من خلال التخطيط المبرمج وهكذا يجب اعتبار السينما عنصر تثقيف وتعليم لذلك يجب تهيئة نوادي سينمائية قادرة على العرض الموظف من خلال اشاعة التذوق السينمائي وتدريس السينما في المدارس لتكون اساساً للثقافة السينمائية بين جماهير الشباب وايجاد اشرطة تخاطب الشباب من خلال منظور تربوي يعنى بجماهير الشباب وادخال التقنيات السينمائية الى مناهج التعليم في مختلف المراحل وفي مختلف انواع النشاطات الشبابية .