إبني لدية ممارسات جنسية ، كيف أتدارك الأمر ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أبلغ من العمر 58 عام. ولدي ثلاثه ابناء وبنت وجميعهم ممتزون اخلاقيا ودينيا اكبرهم 25 عام واصغرهم 17 عام. ومشكلتي مع اصغرهم. مع العلم انه يحافظ على الصلوات اغلب وقته ولا يتعمد اذيتي انا او امه. فهو عندما يعاتب يجادل بادب. ولا يستخدم الفاظ غير سليمه معنا او مع غيرنا.

فالمشكله انني لا حظت عليه مشاهدته للافلام القبيحه الجنسيه عن طريق النت وتحدثت معه عن مخافة الله والنظر الى ما حرم الله. ولا حظت استخدامه للعاده السريه. فتحدثت معه عن سماعي لبرنامج عن اسباب الطلاق كان في المذياع وقالوا ان من اسباب الطلاق العلاقه الجنسيه ومن اسبابها العاده السريه.

ولكن مما ازعجني انني وجدته يستخدم لعبة دب قطنيه فتح بها فتحه ويستخدمها بان يفعل بها فقمت باخفائها ولم اتحدث معه عنها. وانا في حيره كبيره ومنزعج جدا. فما هو الحل افيدوني جزاكم الله خيرا.

الرد أ. عبد الله أحمد القرني
أخي الفاضل .. أشكر ثقتك بالموقع .. كما أسعدني أسلوبك في التربية المبني على الحوار والتفاهم وكذلك حرصك على متابعة أبنائك وملاحظتهم.. كما أتفهم انزعاجك لبعض تصرفات ابنك المراهق .

وقبل طرح أساليب العلاج لابد أن نراعي أمرين :

الأول: طبيعة مرحلة المراهقة التي يمر بها ابنك الأصغر ففي هذه المرحلة من العمر “يؤدي نمو الأعضاء الجنسية الأولية والثانوية في فترة البلوغ إلى تركيز اهتمام المراهق على مسائل الجنس إلى الحد الذي يشغل معظم وقته وتفكيره ، فيقارن بين شكل جسمه وأجسام الآخرين من أقرانه من نفس الجنس، ويقرأ بعض الكتب على أمل الحصول على بعض المعلومات عن الجنس , ويلجأ إلى بعض المصادر غير الدقيقة مثل الأصدقاء أو الخدم أو الشارع أو الكتب الرخيصة أو أفلام الجنس التي شاعت في السنوات الأخيرة وتمثل خطراً بالغاً على المراهقين في هذه الفترة بالذات … وقد يقود ذلك كله المراهق إلى بعض المشكلات الجنسية وخاصة ممارسة العادة السرية.(نمو الإنسان ،أبو حطب وصادق 1999: 296-297)

الثاني: واقعنا المعاصر، فمع فورة الجنس التي تتأجج في هذا السن لدى الفتيان والفتيات فقد كثرت المثيرات ففي كل مكان تقع عليه أنظار المراهقين فتنة هوجاء، فقد أصبح الوصول إلى الأفلام والصور الجنسية وتبادلها سهل المنال عبر وسائل الاتصال الحديثة، مما يزيد من تأجج الشهوة الجنسية لدى المراهقين.

أما نصيحتي لك في التعامل مع مشكلة ابنك فهي من خلال النقاط التالية :

1. التربية على التسامي والعفة: “الالتزام بالعفة أدب إسلامي، دعا إليه القرآن الكريم, وازدان به شباب الإسلام على توالي القرون. قال تعالى : (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ). وحكى القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام في مقاومته للإغراء الشديد, والتهديد والوعيد لمن هو في بيتها: (قال رب السجن أحب إلىَ مما يدعوني إليه). وجاء في قصة النفر الثلاثة الذين حبستهم الصخرة في الغار, أن أحدهم كان قد ترك ابنة عمه، وقد تمكن منها، وهي من أحب النساء إليه, ابتغاء وجه ربه, ففرَج الله عنهم ثلث فتحة الغار. (تربية المراهق في رحاب الإسلام، الناصر ودرويش،ص117)

2. شغل أوقات الفراغ لدى المراهق ذهنياً وجسدياً بالمفيد والممتع من الأنشطة التربوية التي تشبع ميول المراهق وتناسب قدراته وسماته الشخصية.

3. اختيار الرفقة الصالحة للمراهق فإدماج المراهق مع رفقة وأصدقاء صالحين يعينه على العفاف فهم في سنه ولهم تأثيرهم في تفكيره وسلوكه.

4. الزواج المبكر فـ ” إن الدين يعترف بالغريزة الجنسية ويوجهها, ولم يكن الله الذي زود الإنسان بأجهزة التناسل, وركب فيه غريزة الجنس , ليحرم عليه استعمال هذه الأجهزة بتاتاً، ولم يكن الله ليترك للإنسان حرية التصرف كاملة في هذه الأجهزة, بلا ضابط فيكون كالحيوان. إن الدين الحنيف يوجه الغريزة الجنسية في الحلال الطيب الذي لا لوم فيه ولا حرمة, وهو الزواج الذي فيه تكريم, للمرأة والرجل, وللأسرة والمجتمع” (علم نفس النمو: حامد زهران، 418) فـ ” كما يحتاج المراهق إلى القبول والأمن والرفقة فهو يحتاج إلى الزواج بل إن حاجته إلى ذلك أشد. وتشبه حاجته إلى الزواج حاجته إلى الطعام والشراب والنوم؛ لأنها من الحاجات العضوية والنفسية، لا النفسية فقط، فإشباع الغريزة الجنسية مثل إشباع دافع الجوع والعطش والارهاق … وهكذا نجد أن الإشباع الغريزي حاجة ملحة في مرحلة المراهقة , وأن النضج المبكر يقتضي الإشباع المبكر, ويكون ذلك بالزواج المبكر؛ عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء ). أخرجه البخاري ومسلم ” (المراهقون : عبدالعزيز النغيمشي،ص83 ) .