مقال خطير : لا يبتزونك على سكايب

انتشر مؤخراً وجود “فتيات” يعرضن بعض الصور المُخلة بالآداب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في “فيس بوك” أو “تويتر” أو “سكاي بي”، من أجل إغراء الشباب، ومن ثم الدخول معهم في محادثات عبر الفيديو، وهو ما يجعل البعض يندفع بكل مشاعره، وربما تجرد من بعض القيم لإشباع غريزته، وهنا تستغل الفتاة الموقف لابتزاز الشاب بأي مبلغ مادي أو نشر المقاطع، ليقع في مصيدة: “إدفع وإلاّ ترى….”!.

وتعمل بعض الفتيات على اتباع طرائق مُنظمة من أجل إغراء الشباب خاصة المراهقين، عبر إرسال طلبات صداقة من قبل عدة فتيات، كل ذلك ليشعر الشاب بأهميته لدى “الجنس الناعم”، من دون إدراك منه بما يدور حوله، وهنا يجب أن تتم توعية الشباب بتلك المخاطر، التي ربما أوقعتهم في “إحراجات” هم في غنى عنها، وربما تسبب ذلك في تشويه سمعة أُسرهم.

وساهم غياب التربية الجنسية – التي يفتقدها كثير من المراهقين – على سقوط أغلبهم في وحل “الإغراء والابتزاز”، ما يتطلب تربية الأبناء على ذلك النمط، وهو ما يقودهم إلى التعامل مع كل الممارسات غير الأخلاقية بهدوء وعقلانية، وكذلك إدراك مخاطر التقنية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي.

5000 دولار

“هددتني بعد أن رفضت التعري أمام شاشة الحاسوب، وطلبت أن أرسل لها خمسة آلاف دولار عبر تحويل بنكي، وفي حال رفضي ستنشر ما التقطته من فيديو”، هذا ما أكده “محمد سلطان” الذي فوجئ بإحدى الفتيات – تسترت خلف اسم مستعار – في برنامج التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مؤكداً أنه قبِل معرفتها بعد أن شاهد سلسلة من الأصدقاء المشتركين بينه وبينها، مبيناً أنه تواصل بعد ذلك بمعرفته بها عبر محادثات خاصة، ثم طلبت منه عنوان “سكاي بي”، مشيراً إلى أنه فتح الكاميرا ووجدها تؤدي بعض الممارسات غير الأخلاقية، لتبدأ بعد ذلك في مسلسل التهديد وطلب المال.

و”محمد” لا يعد الشاب الوحيد الذي تعرض لاستهداف مباشر من قبل فتيات من جنسيات عربية مختلفة، إذ يؤكد شبان آخرون تعرضهم لنفس الابتزاز ونفس الخطوات، وهو ما يُشكّل مشكلة حقيقية لابد من الوقوف ضدها ومحاربتها.

استهداف المراهق

وقال “حسين السنونة” – إعلامي: إن هذه السلوكيات تستهدف المراهقين، لأنهم الأكثر تخوفاً واستجابة لمطالب الابتزاز، مضيفاً أن الحلول لمثل هذه الظواهر المستجدة التي دخلت علينا من الباب الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة تتطلب التربية الصحيحة غير التقليدية، فحين نربي الولد أو الشاب بشكل تقليدي مثل السابق لن نتمكن من تحصينه تجاه تلك الأمور التي تفاجئه في حياته، مشيراً إلى أن الشاب قد يتحول للقمة سائغة لبعض الفتيات اللاتي يحسن عرض أنفسهن لأهداف مادية عبر “الكام”، مؤكداً أن غياب التربية الجنسية له دور، فالمطلوب أن نربي الشاب جنسياً، وأن نعلمه في شكل لا يتناقض مع الدين الإسلامي، لا أن ندعه ليواجه مصيره في عالم افتراضي قد يؤثر في حياته الواقعية من الناحية النفسية والمادية.

خطوات متناسقة

ويواجه المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي من المملكة هجمة شرسة من قبل بائعات الهوى، إذ يخترن الشباب بناء على اعتقادهن أنه سيتفاعل معهن، وبالتالي يسهل صيده وابتزازه، كما ينظرن إلى المواطن بأنه بنك متنقل نظراً لقوة اقتصاد المملكة.

وتم رصد إحدى الفتيات وهي تحدث زميلتها إلكترونياً عبر برنامج التواصل الاجتماعي الشهير “skype”: “نركز على الشباب السعودي، الذي يدفع لنا ما نُريده قبل أن يفتضح أمره”.

وتعمل بعض بائعات الهوى على تنظيم خطوات متناسقة، كإضافة نفس الشخص من أكثر من فتاة على مدى أسبوع، ثم بدء التحرك تجاهه بالتزامن، وفي أوقات متقاربة، بهدف تعزيز الأدلة وجلب مال أكثر منه.

مخاطر التجاوب

وأوضح “جعفر خزعل” – اختصاصي نفسي – أن أكبر خطر على الشاب من الناحية النفسية يكمن في تجاوبه مع بعض الفتيات اللاتي لا يراعين دينا أو خلقا عربيا متأصلا، مضيفاً أن بعض الشباب قد لا يدركون مخاطر التجاوب مع هذه العروض السلبية لقلة خبرتهم في الحياة، وقد ينساقون معها فيحدث ما يخشى عليهم منها، خاصةً مع توثيق ما يصدر منهم، فيصبحون عرضة للابتزاز، مبيناً أن الشباب وهم في مقتبل العمر ليس لأي منهم صفة اعتبارية أو مناصب مهمة، لكنهم في المستقبل قد يصبحون أرقاماً ورموزاً وطنية، مؤكداً أن وجود مستمسكات عليهم قد تلحق الضرر بهم على الصعيد الشخصي، وبالوطن على الصعيد الاجتماعي، فضلاً عمّا يمكن أن يلحقه ذلك من ضرر على الصعيد الأسري والتربوي، ناصحاً الشباب بقوله: “عفّوا تعف نساؤكم، فتسلمون ويسلم المجتمع ويسلم الوطن”.

فريق عمل تقني يعمل خلف «الفتيات» لتنقية الصور أولاً وإرسالها إلى الأصدقاء ثم نشرها على الملأ إذا تأخر عن الدفع

برامج مخفية

ورأى “محمد العوامي” – خبير برامج skype ونظم معلومات – أن استغلال الشاب يكمن في تهديده بالأصدقاء المشتركين، إذ إن بعضهم صديق في الحياة الواقعية أو الأسرية، مضيفاً أن بعض الفتيات يلجأن إلى التهديد بعد أن يحرزن تقدماً مهماً في الاستجابة من قبل الشاب الذي يجهل طبيعة البرامج التي يمكنها توثيق السلوك، فضلاً عن تجاوبه وانسياقه وراء غريزته، موضحاً أن بعض ضعاف النفوس يعمل على برنامج مهمته المساندة في التسجيل، فيسجل محادثة الفيديو، وهنا تتمكن الفتاة التي هي غير معروفة في مجتمع المستهدف من ابتزازه وتهديده إن لم يستجب لرغباتها المالية، لافتاً إلى أنها تتمكن من خلال البرامج الكثيرة من التقاط صور واضحة، وهي أكثر وضوحاً من الالتقاط التقليدي في برنامج ال “skype”، كما أنها تعمل على تركيب سلسلة من “الفلترات” التي تنقي الصورة، ذاكراً أن عمل تلك الفتيات محترف من ناحية التقنية، ما يؤكد استعدادهن للمهمة التي يردنها وهي التوثيق بالدرجة الأولى.

ملفات الجهاز

وأشار “العوامي” إلى أن المسألة قد تكون أبعد من التصوير، فتصل إلى اختراق الجهاز وأخذ كل محتوياته من خلال تلقي ملف من قبل الفتاة التي تعرت للشاب، واستجاب معها، فوثق بها، مضيفاً أنه عادة ما يتم إرسال صورة عارية جميلة للشاب، لتكسب الوقت لتحميل أكبر عدد ممكن من محتويات الجهاز من ال C أو ال D، أو في أي موقع تخزين في الجهاز، مبيناً أن هناك برامج تستطيع أن تسرق كل شيء في الجهاز، مؤكداً أن الفتاة لا تتمكن من العمل بمفردها، فخلف جهازها يوجد فريق مهمته الدعم التقني حتى يتم الإيقاع بالشاب من جميع النواحي.

رفع قضية

وشدّد “د. محمد المسعود” – كاتب ومحامي – أن القانون لا يرحم المتطاولين على القيم العربية في أي بلد عربي، مؤكداً أنه بإمكان أي ضحية رفع قضية ضد خصمه في أي بلد، ويمكن للحكومات جلب المخالفين عبر اتفاقيات يفترض أن تكون بينها، وأن لا يترك المجرم من دون عقاب، مضيفاً أن هذه السلوكيات عادةً ما تتم وتتحقق، وشهدنا كيف يمكن لأي دولة أن تعمم مواصفات مجرم دولي لدى “الانتربول الدولي” الذي تربطه اتفاقات مع الدول المنظمة له، لافتاً إلى أن الحل الأمثل يكمن في عدم التجاوب مع هؤلاء الفتيات، اللاتي يردن انحراف الشباب عن قيم الدين وخلق العرب، مقترحاً عدم قبول أي عضوية ليست معروفة، ذاكراً أن مواقع التواصل الاجتماعي تضم أُناسا يسعون إلى تحطيم الشرفاء من الناس وبأي طريقة.

المصدر : جريدة الرياض السعودية