فتاة تشتكي شدة الشهوة
لا أستطيع كبح شهوتي، فهل من دواء يخففها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، أعاني من الشهوة كثيراً، وقد تعبت منها، فكل شيء يثير شهوتي، فبمجرد أن أنظر لوجه أي شاب نظرة عادية أشعر بنزول المذي، ولا أعرف ما سبب تلك الشهوة؟ ولا أرغب بممارسة العادية السرية، أو الزنى، وأريد أن أقضي شهوتي بالحلال، ولا أعرف كيف أتزوج؟ فالأمر ليس بيدي لأنني بنت، ولا أستطيع أن أخطب لنفسي، ففكرت أن أعرض نفسي للزواج، لكنني أخاف أن يرفض أهلي ذلك الأمر.
لا أستطيع كبح شهوتي، فذلك شيء خارج عن إرادتي، وأعرف أنه لا يوجد إنسان يفهمني، ويفهم النار التي تحرقني، وأريد استشارتكم في أمري، فقد قررت ممارسة الجنس دون التجرد من الملابس، ورغبتي فقط في ضم وتقبيل أي شاب في هذه الدنيا، ولكنني أخشى على بكارتي، وأخاف ألا يمتلك ذلك الشاب أعصابه ويتهور ويفض بكارتي، كما أخاف من الله أيضاً، ولكنني أقول: إن باب التوبة مفتوح.
لم أقل هذا الكلام إلا لأنني فكرت بالانتحار، حيث من الصعب علي أن أعيش بتلك الشهوة القاتلة، رغم أنني أحافظ على نفسي، وأبتعد عن سماع أو رؤية ما يثير شهوتي، وأشعر بأنني بين نارين، هل أمارس الجنس دون التجرد من الملابس، أم أنتحر؟ وهل يوجد حبوب تخفف من الشهوة، وإن كانت مضرة سوف آخذها، فأنا أشعر بأنني سوف أنفجر وأمارس الجنس دون مراعاة للعواقب، فحياتي توقفت بسبب الشهوة.
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على حفظ نفسك، وأن ييسر لك الحلال، ويحقق لك في طاعته الآمال.
نقدر صعوبة ما تشعرين به، وننصحك بالتشاغل عن الخواطر الجنسية، فإن رأيت شاباً أو شيئاً مثيراً فلا تتمادي في النظر أو التفكير، وانصرفي لأي عمل أو شغل، أو مهارة نافعة، ولا شيء عليك طالما كان النازل مذياً، وإنما فقط عليك غسل المكان، وتعوذي بالله من شيطان يزعجك ويحزنك بعد أن يثيرك ويهيج شهوتك، وعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، وأكثري من ذكر الله، ثم وجهي ما عندك من الطاقات في طاعة رب الأرض والسموات، وأكثري من الصيام، فإن فيه الوجاء، واشتغلي بالتلاوة، وبمذاكرة كل ما هو نافع ومفيد، وتجنبي الانزعاج الزائد والوسوسة، فإن كل ذلك مما يزيد الأمور تعقيداً.
أما بالنسبة لممارسة الجنس: فنعيذك بالله من مجرد التفكير في ذلك، فإن العواقب لا تؤمن، وأنت قبل ذلك مؤمنة، تركت طعامك وشرابك وشهوتك لله في رمضان، وفي ذلك دليل على أنك تمتلكين إرادة رائعة وقوية، وثقي بأن سد الأبواب الموصلة إلى الإثارة، من أكبر وأهم وسائل العلاج بعد توفيق ربنا الكريم الفتاح، وتواصلي مع موقعك، واحرصي على قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من أن تذهبي لقارئ شرعي برفقة محرم من محارمك، وليس من الضروري أن تذكري له التفاصيل التي قمت بذكرها في الاستشارة، وإذا كان الوالد أو الوالدة، أو أي شخص من محارمك يستطيع أن يقرأ عليك الرقية الشرعية، فإننا نرجو أن يكون فيها الخير الكثير، والرقية دعاء، وبالدعاء يرتفع بحول الله وقوته البلاء.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالصبر فإن العاقبة لأهله، واعلمي أن هناك من يجدن بعض ما تجدين، ولكن العظيم الحكيم زين الأنثى بالحياء، وأعطاها قدرات أكبر على الصبر، ونكرر دعوتنا لك بتجنب النظر من البداية، فإذا ظهر أمامك شيء أو شخص مثير، فاصرفي بصرك، ولا تكرري النظر، وتمسكي بتوجيهات من أرسله رب البشر، والإنسان رجلاً كان أو امرأة، يجلب لنفسه الأتعاب إذا لم يحفظ بصره، أو إذا لم يدافع الخواطر الشهوانية في بدايتها، ومن هنا تتجلى حكمة الشريعة التي لم تقل لا تزنوا، وإنما جاء فيها: “ولا تقربوا الزنا”، ليكون في ذلك سداً للأبواب، وأخذاً للاحتياطات الكاملة.
أسأل الله أن يحفظك، ويهيئ لك من أمرك رشداً وفرجاً ومخرجاً، وسوف نسعد باستمرار تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك