قصة ﴿ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
عن إبراهيم النخعي قال: كان بالكوفة فتىً جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد، فنزل في جوار قوم من النخع، فنظر إلى جارية منهم جميلة فهويها وهام بها عقله، ونزل بالجارية ما نزل بالفتى، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها، فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى، فأرسلت إليه الجارية:«قد بلغني شدة محبتك لي، وقد اشتد بلائي بك، فإن شئت زرتك، وإن شئت سهّلت لك أن تأتيني إلى بيتي».
فقال للرسول: « ولا واحدة من هاتين الخلتين، ﴿ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾( )، أخاف نارًا لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها..».
فلما أبلغها الرسول قوله قالت: « وأراه مع هذا يخاف اللـه؟! والله ما أحد أحق بهذا من أحد وإن العباد فيه لمشتركون»، ثم انخلعت من الدنيا وألقت علائقها خلف ظهرها وجعلت تتعبد.