الأثار الإيمانيـة لانحراف الغريزة الجنسية

وثاني هذه الآثار، وهو أخطرها، أن يُـسلب من المؤمن إيمانه، فيرفع من قلبه عندما ينحرف وتستعبده شهوته، قال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾([1]) .

ومن شأن التمادي في العبودية للهوى أن يطمس الله ـ تعالى ـ على حواس المرء، ويقطع عنه سبل الهداية، ما لم يستيقظ ويرجع إلى ربه فهو الهادي ــ جل وعلا ــ قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. ﴾([2]) .

وأي شر يمكن أن يُصيب المؤمن أشدّ من رفع الإيـمان من قلبه قال ﷺ: «لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»([3]).

وفي حديثٍ آخر ذكر أن إيمان الزاني يرفع فوقه كأنه ظلة([4])، أعاذنا الله من سلب الإيمان ونزغات الشيطان، ولعل في ثنايا البحث ما يوضح هذه النقطة الهامة في الموضوع بشكل أكثر تفصيلاً.

 

 

([1]) الفرقان : 43 .

([2]) الجاثية : 23 .

([3]) أخرجه البخاري (2475)، ومسلم (57)،  عن أبي هريرة ﭬ .

([4]) أخرجه أبو داود (4690)، عن أبي هريرة ﭬ، وصححه الألباني.