القواعد الوقائية لبناء العفة | اتخاذ الإسلام منهاج حياة
فالحقيقة البيِّـنة والثابتة شرعًا وتاريخًا وواقعًا أن هذه الأمة ما إن تبتعد عن شريعة الله قيد شعرة إلا تكالبت عليها المصائب والأزمات من خارجها ومن داخلها، كيف لا والله ربنا ــ تبارك وتعالى ــ قد أنذر وتوعد في القرآن الكريم للأمة المعرضة عن دينه. فقال جل وعلا محذرًا: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾([1])، ضنكًا في أمنها، وضنكًا في اقتصادها، وضنكًـا في أخلاق رجالها ونسائها، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾([2]).
لذلك فإن الحياة السعيدة والحل الناجع لجميع مشاكل المجتمع هو في «الحل الإسلامي» ، ومعنى «الحل الإسلامي» أن يكون الإسلام هو الموجّـه والقائد للمجتمع في كل الميادين وكل المجالات المادية والمعنوية، ومعنى الحل الإسلامي أن تكون عقيدة المجتمع الإسلامي ومفاهيمه وأفكاره إسلامية، ومشاعره ونزعاته إسلاميةً، وأخلاقه وتربيته إسلاميةً، وتقاليده إسلاميةً، وأخيرًا أن تكون قوانينه وتشريعاته إسلامية » ([3]).
ومن ثمرات هذا الحل الإسلامي :
ــ أن تنال الـمرأة مكانتها الطبيعية، ولا تصبح أداة إفساد للمجتمع كما يــراد لها الآن.
ــ أن يصبح الإعلام بكافة أجهزته مناراتٍ للخير والتوعية لا أن تكون وسائله منابر إثارة وتهييج للغرائز.
ــ أن تصبح مناهج التعليم مناهج تربوية تخرّج للمجتمع جيلاً متينًا محصنًا بالأخلاق والعلم.
ــ أن تخنس أصوات المفسدين، وتبور تجارة الغرائز والشهوات، ويعلو صوت المصلحين وأصحاب الحق ودعاة الفضيلة.
ــ أن تصبح الأسرة بجميع أفرادها لبنات قوية صلبة في بناء المجتمع.
ــ أن يكون كل فرد في المجتمع أمينًا على مجتمعه، يسعى لمصالحه وحارسًا لأمنه، غيورًا على سمعته.
ــ أن تكون العقوبة فيه رادعة ومانعة لمن باع ضميره وانحطت كرامته، فيكون الأصل في المجتمع الأمن والأمان، وما شاعت الجرائم وما تجرأ المجرمون إلا لأنهم لم يجدوا في قوانين الجزاء الوضعية رادعًا ولا زاجرًا، بل إنهم ليعرفون الطرق الملتوية للالتفاف حول تلك القوانين؛ لذا فقد صرح مسؤول بوزارة الداخلية في إحدى دول الخليج العربية أن توقيع عقوبة الإعدام على مهربي المخدرات ساعد على خفض معدل الجريمة بنسبة 12%، وقد تم إعدام سبعة أشخاص بموجب تلك القوانين خلال عام واحد.
——————————–