دليـل الـعـفـة
عبارة عن خريطة ذهنية تلخص منهج الاستعفاف، وتشخص مستويات الغريزة الجنسية، وكيفية التعامل مع كل درجة منها، والأولان ترمز لدرجة الخطورة، وذلك على الوجه التالي:
* المستوى الأول: وجود الغريزة الجنسية في إطارها الفطري الغريزي: (الأخضر)
التعريف: وهو جزء من كيان الإنسان لا يترتب على وجوده أي أفعال مادية.
كيفية التعامل هذه الشهوة: يكون وفق الإطار الشرعي بالزواج في حينه، أو إتيان الزوج إذا كنتَ متزوجـًا.
كيف أحافظ على هذا المستوى؟: بالصلاة، والصيام، والتربية الإيمانية والأخلاقية، والقواعد الوقائية، وتجنب المثيرات، وبالتزام الصحبة الصالحة، وإشغال الوقت بما ينفع، والعلم النافع.
* المستوى الثاني: الشهوة الجنسية: (الأصفر)
التعريف: تتحول الغريزة الطبيعية إلى شهوة جنسية.
كيف وصلتَ إلى هذا المستوى؟ بالتعرض للمثيرات، وعدم الأخذ بالقواعد الوقائية، وضعف الجانب الإيماني، ومخالطة أصحاب السوء.
دليل هذه الحالة: انشغال العقل والقلب بالأفكار والخواطر والتخيلات، ويتعرض المرء عندها لزيادة الاستثارة، وهذا المستوى هو إنذار خطر يستدعي التحول عنها، وإخماد هذه الشهوة.
كيفية التعامل مع هذا المستوى؟ بالبُعد عن تلك المثيرات التي استثارت الغريزة فحولتها إلى شهوة، وغض البصر، وقطع الخواطر الجنسية، والصلاة، والصيام، وباقي العبادات، وتصريف الطاقة في أعمال مشروعة بدنيًا وذهنيًا، والمقصود هو تسكين الشهوة وإرجاعها إلى المستوى الغريزي، أو تصريفها بالزواج.
* المستوى الثالث: الإرادة للفعل الجنسي: (البرتقالي)
التعريف: حين تزداد الاستثارة للشهوة الجنسية تصل إلى هذا المستوى وهو العزم أو الإرادة للفعل الجنسي.
كيف وصلتَ إلى هذا المستوى؟: بالتمادي والاستمرار بمخالطة المثيرات، وإدمان النظر الحرام، والاسترسال في الخواطر الجنسية، وعدم المجاهدة وبذل الجهد الكافي تجاه عدم استثارة الشهوة، فتتحول الشهوة عندها إلى إرادة وعزم للفعل الجنسي، مما يقرع جرس الإنذار بقوة؛ لأن الإرادة هي باب الفعل.
كيفية التعامل مع هذا المستوى؟: بقطع المثيرات فورًا، وتذكر رقابة الله ـ تعالى ــ عليك، وأنك موقوف بين يديه، وسائلك عما فعلت، وبقضاء أكبر وقت بين الناس وخاصة الصحبة الصالحة، وببذل جهد مُرَكَّـز، ومقاومة جادة، ومجاهدة صلبة، وبالبُعد عن أماكن الاستثارة، إلى أماكن آمنة، لتبريد العزم، وتخفيف حدة الإرادة، وإرجاعها إلى مستوى الغريزة، وعدم تجاوزها إلى المستوى التالي، وتصريف الطاقة لعمل نافع، أو بالزواج.
* المستوى الرابع: مباشرة مقدمات الفعل الجنسي:
التعريف : إذا لم ينجح المرء في إخماد الإرادة والعزم للفعل الجنسي فستتطور الإرادة إلى مباشرة فعلية ومادية لمقدمات الفعل الجنسي الـمُحَـرَّم، أيـًا كان نوعه.
كيف وصلتَ إلى هذا المستوى؟: بالانغماس بالمثيرات، وضعف رقابة الله، وعدم التحول إلى بيئـة آمنة، والتهاون مع النفس، وعدم وجود هدف سامي تسعى لتحقيقه، والاستكبار بعدم طلب المعونة من الخالق والخلق.
كيفية التعامل مع هذا المستوى؟: هذا المستوى يقتضي إجراءات سريعة وفاعلة لإيقاف ذلك التمادي مع الشهوة، وتذكر عاقبة الذنب، والاستغفار، واستشعار رقابة الله والحياء منه، والانصراف فورًا إلى مكان للعبادة، أو للقاءات اجتماعية وأسرية، وعدم الخلوة، وذلك لإرجاع الوضع إلى المستوى الغريزي وهو المستوى الأول.
والمقصود بهذا الدليل أن يُسَـهِّـل على الـمـرء حفظ واستحضار الخريطة الذهنية الجنسية بما يُـمَـكِّـنُـه من تشخيص حالته، وفي أي مستوى من الناحية الجنسية هو، وكيف وصل إلى هذا المستوى، وما يجب عليه للرجوع إلى الوضع الطبيعي، وهو المستوى الأول.