ثـمرات وفوائد الاستعفـاف|العفيف في ظل الله

ثـمرات وفوائد الاستعفـاف

العفيف في ظل الله

فكما أنه استظل بتقوى الله ومخافته في الدنيا فإن جزاءه في الآخرة من جنس عمله قال ﷺ: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم: ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله».

العفيف مضاعف الثواب:

فكلما تضاعفت دواعي الفتنة والفجور استلزم ذلك قدرًا أكبر من التقوى والصبر عن المعاصي، مما يجعل صاحبه في ميزان أعدل الحاكمين أوفر جزاءً وأجزل ثوابًا ففي الحديث «العبادة في الهرج كهجرة إليّ»، وذكر ﷺ أن أجر العامل منهم كأجر خمسين من صحابته.

في العفة تحقيق الإيمان:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾، قال عبدالله بن عمر ﭬ: « صدق الإيمان أن يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها، لا يدعها إلا لله عز وجل »، وليس المقصود أن يسعى الرجل للخلوة بالمرأة فإن ذلك غير جائز شرعًا، وإنما ذلك بيان أنه لا ينجو من تلك الفتنة إلا صادق الإيمان، وكما قال تعالى في حق يوسف عليه السلام:﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾.

العفة كرامة في الدنيا ونجاة من النار:

وإنها ــ والله ــ الكرامة بذاتها أن يقعد الرجل مقعد الزنى، أو تدعوه امرأة ذات منصب وجمال فيستعفّ على ما فيه من الشهوة وحرارة الغريزة، مما يستحيل فعله إلا على المؤمن؛ لذا كانت العفة من الأعمال الصالحة التي توسل بها أحد النفر الثلاثة الذين حُجزوا في الغار فأنجاهم الله ببركة هذا العمل.

وفي الحديث قال رسول الله ﷺ : «ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله».