ثـمرات وفوائد الاستعفـاف|الاستعفاف برهان على الصبر

فالعفة في حقيقتها هي الصبر عن معصية الله، وهو من أنواع الصبر؛  لذا فإن جزاء الصابرين ينال  ذوي العفة ، لاسيما الشاب صاحب الشهوة، والذي لا يحافظ على عفته إلا بصبر عظيم، تصبر عيناه عن النظر الحرام، وأذناه عن السمع الحرام، ورجلاه عن السعي الحرام، وجلده عن الجسد الحرام، وفرجه عن الفرج الحرام، وقد قال رب العزة والجلال: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾([1])، فأجرهم وفير من رب كريم، ويكفي الصابرين أنهم في معية الله،قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾([2])، بل إنهم موعودون بالجنة حين يقال لهم : ﴿ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ ([3]) .

وقال ﷺ: «.. والصبر ضياء.. »([4])، فهو نور تنكشف به الظلمات والكربـات([5])، وقال ﷺ: «.. ومن يتصبّر  يصبّره الله، وما أعطى أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر»([6])، وقال تعالى: ﴿ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾([7]).

وأجر الصابرين مضاعف ، قال تعالى: ﴿ أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ﴾([8])، كما أن الصابرين هم أحباء الله ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾([9]) .

—————————————————————————————————————————–

 

([1]) الزُمَـر: 10 .

([2]) البقرة: 45 .

([3]) الرعد: 24 .

([4]) أخرجه  مسلم (223)، والترمذي (3517)، والنسائي (2437)، وابن ماجه (280)، وأحمد (5/ 342)، عن أبي مالك الأشعري ﭬ .

([5]) نزهة المتقين، جـ1 .

([6]) أخرجه البخاري (1469)، ومسلم (1053)، عن أبي سعيد الخدري ﭬ.

([7]) الإنسان: 12.

([8]) القصص: 54 .

([9]) آل عمران: 146 .