أسباب الانحراف الخُلقي ومعوقـات الاسـتعفاف|وسائل ومنتديات الترفيه غير البريء
ومن ذلك حفلات الموسيقى والرقص والغناء والمسارح الهابطة والتردد على النوادي البحرية وأماكن الآلات الإلكترونية (الفليبرز) ودور السينما ذات الأفلام الرديئة، ولعل السر في إقبال الشباب على تلك الوسائل هو وقت الفراغ الكبير الذي يحتار الشاب في قضائه، فيلجأ ــ إن لم يَعصم بالتربية الإسلامية الصحيحة ــ إلى قتل الفراغ، (وحقيقتها قتل نفسه) بالتسكع في تلك المنتديات.
وفي الدراسة السابقة « الأسرة وانحراف الأحداث» ظهر تأثير وقت الفراغ وشغله بالوسائل السابقة وأشباهها على انحراف الحدث على الوجه التالي :
- بلغت نسبة الاحتمالات التي يقضي بها الأحداث المنحرفون في سجن الأحداث أوقاتهم في السينما 24.8% ومشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو 19.4% ولا يخفى ما للسينما والتلفزيون من تأثير كبير خاص على الأحداث([1]).
- أما الأحداث المنحرفون في دار التربية، فاتضح أن 22.5% منهم يقضون أوقاتهم في الشارع، وأن 36.3% منهم في السينما والتلفزيون والراديو.
وقال النبي ﷺ : « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الـحـز(الزنى) والحرير والخمر والمعازف»([2])، والحكمة في التحريم ظاهرة، حيث إن المتتبع لمجالس الغناء الفاسق ومسارح الطرب وأماكن اللهو، وما يصاحبها من معازف وآلات في ذلك يجد الرقص الخليع الفاجر من نساء امتهنَّ الرذيلة والفاحشة، ويجد العربدة والصياح المتعالي من أفواه السكارى، ويجد الكلمات البذيئة العارية من الحياء بالوقاحة وسوء الأدب، يجد الاختلاط الفاضح بين عوائل متحللة، حيث التخلع والمراقصة وهدر النخوة والشرف، وباختصار يجد التحلل والإباحية في أسوأ تبذلها ومظاهرها([3]).
ولعل مشكلة «وقت الفراغ» وسوء استغلاله من قبل الشباب هو أحد الدوافع للجوء إلى وسائل الترفيه غير البريئة، أو على الأقل ممارسة الأنشطة غير المفيدة.
والجدولين التاليين يوضحان كيف يقضي 3739 شابًا وشابة أوقات فراغهم، وذلك في دراسة أجريت عام 1985م في دولة الكويت([4]).
———————————————————————————————
([1]) سبق الحديث عن ذلك في المعوق الأول.
([2]) أخرجه البخاري (5590)، عن أبي مالك الأشعري ﭬ.
([3]) تربية الأولاد في الإسلام، عبدالله ناصح علوان، بتصرف يسير.