أسباب الانحراف الخُلقي ومعوقـات الاسـتعفاف | الوسيلة الثانية: دور السينما

وهي من الوسائل التي لا تقل خطورة عن التلفاز، إن لم تكن أكثر، حيث لا يستطيع المشاهد أن يتحكم بما يراه على الشاشة بل يفرض عليه فرضًا أن يرى الفيلم المعروض كاملاً، وقد ثبت علميًا وجود علاقة بين الأفلام العاطفية ذات القصص الغرامية ووجود الانحرافات الجنسية، فقد أجرت مؤسسة باين عام 1930م دراسات لتأثير السينما على الأطفال، وتوصلت ضمن إحدى نتائجها إلى ما يلي:
من بين 252 من البنات المنحرفات وكلهن في السن (14 ــ 16 ) سنة صرح 25% منهن بأنهن اشتركن في عمليات جنسية مع بعض الرجال عقب تفتح نفوسهن وغرائزهن الجنسية بعد مشاهدتهن فيلمًا لقصة حب عنيفة، وقالت 33% منهن بأنهن عندما هربن من منازلهن كن متأثرات بما شاهدنه في بعض الأفلام، في حين أوضحت 38% منهن أنهن عشن عيشة القلق والوحشة والانقباض( )، هذا فضلاً عن الآثار الأخرى كالرغبة في حمل المسدس والسرقة والغش، وغيرها من أنماط السلوك المنحرف.
إذا كان هذا الأمر في عام 1930م فماذا نقول عن واقع دور السينما في عصرنا الحاضر، والتي تخصصت فيه بعض الدور لأفلام الخلاعة والجنس الرخيص؟ ! وقلما تعرض أفلامٌ سينمائية دون أن تكون الإثارة إحدى ركائزها، ومن أسباب دعايتها وإعلاناتها.