أسباب الانحراف الخُلقي ومعوقـات الاسـتعفاف | الوسيلة الثالثة : الصحف والمجلات

وهي ذات تأثير خاص ومميز، وذلك أن لها اتصالاً يوميًا مع الناس بفئاتهم كافة، حتى الأمي فإنه يطلع على المجلات ليتمتع بالصور والمناظر واللقطات.
يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي ـــ رحمه الله ـــ في كتاب «الحجاب»: «عوامل شيطانية ثلاثة يحيط ثالوثها عبر حياتنا اليوم، وهي جميعها في تسعير سعير لأهل الأرض:
أولها : الأدب الفاحش الخليع الذي لا يفتأ يزداد وقاحة ، ورواجه بعد الحرب العالمية بسرعة عجيبة.
والثاني : الأفلام السينمائية التي لا تذكي في الناس عواطف الحب الشهواني فحسب، بل تلقنهم دروسًا عملية في بابه.
والثالث : انحطاط المستوى الخلقي في عامة النساء اللاتي يظهرن في ملابسهن بل في عريهن، وفي إكثارهن من التدخين، واختلاطهن بالرجال بلا قيد ولا التزام »([1]).
ولعل الآثار السيئة للصحف والمجلات تبرز في الجوانب التالية :
- عرض الصور الخليعة للنساء الساقطات من الممثلات والمغنيات والراقصات، ويتم العرض بأبهى الصور وأكثرها إثارةً وفتنة.
- عرض الصور عبر الإعلانات التجارية والتي غالبًا ما تستخدم المرأة فيها كوسيلة للإثارة والدعاية.
- تتبع أخبار الساقطات على أنهن قدوات لغيرهن من النساء ، مما يثير في النفوس الخاوية الرغبة في تقليدهن في اللباس والزينة وأسلوب الحياة.
- عرض المقالات والقصص الغرامية وما يتبعها من الأشعار والروايات والأخبار والتي تعرض بأسلوب مثير للغرائز، وتخصص بعض الجرائد والمجلات بالفضائح والأخبار المثيرة.
- تعمد الإكثار من الزوايا التي تعرض صورًا للنساء المواطنات بتبرجهن وزينتهن وأحيانـًا بتعريفهن للقراء مما يشجع الفتيات والنساء على التسابق بوضع صورهن في تلك الزوايا.
ومن التناقضات العجيبة أن يجد القارئ أن إحدى الصحف تدعو للفضيلة في صفحة ثم تدعو للرذيلة في الصفحة التي تليها. ومن الأمثلة الفاضحة لدور الإفساد لبعض الصحف ما خرجت به علينا إحداهن بتاريخ 5/1/88 91م في إحدى صفحاتها بالإعلان عن إحدى الفتيات الأميريكيات من أصل عربي، وبعد أن عرضت عنوانها وصورتها تابعت الإعلان بقولها :
العمر : 18 عامًا .
الحالة الاجتماعية: تبحث عن شاب مقتدر، قادر على الانتفاضة المادية!
الوظيفة الحالية: ممثلة إغراء.
المشروب المفضل: الشمبانيا باللوز.. ! !
فلا ندري تحت أي غاية يوضع هذا الإعلان ؟
وماذا يتوقع أصحاب هذه الجريدة من الشباب المراهق لدى قراءته ؟ !