قصة ﴿ إني أخافُ الله ربَّ العالمين ﴾

ومن العصر الحديث تظهر لنا نماذج العفة كثمار طيبة للدعوة الإسلامية في القرن العشرين دعوة «الإخوان المسلمون»، فيذكر الإمام حسن البنا $ في مذكرات الدعوة والداعية عن ذلك فيقول: « وهذا الأخ عبدالعزيز علاّم البني الهندي الذي يعمل (ترزيًا) في المعسكر الإنجليزي تدعوه زوجة أحد كبار الضباط لبعض الأعمال الخارجية بمهنته لتنفرد به في المنزل، وتغريه بكل أنواع المغريات فيعظها وينصح لها ثم يخوفها ويزجرها، فتهدد بعكس القضية تارة، وبتصويب المسدس إلى صدره تارة أخرى، وهو مع ذلك لا يتزحزح عن موقفه قائلاً : « إني أخاف الله رب العالمين».

وكم كان جميلاً ومضحكًا في وقت واحد أن توهمه في إصرار أنها قد قررت قتله وستعتذر عن ذلك بأنه هاجمها في منزلها وهمّ بها، وتصوب المسدس إليه فيغمض عينيه ويصرخ في يقين«لا إله إلا الله محمد رسول الله»، فتفاجئها الصيحة ويسقط المسدس على الأرض، ويسقط في يدها فلا ترى إلا أن تدفعه بكلتا يديها إلى الخارج حيث يظل يعدو إلى دار الإخوان المسلمين»( ) .
هكذا كان أولئك الإخوان، وحوادثهم في هذه المعاني كثيرة، ومن أجل ذلك بارك الله الدعوة التي استنارت بها مثل هذه القلوب وصدق الله العظيم: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾( ) .