قصة عفيف من الكويت

شاب كويتي أخبرني بنفسه بهذه الواقعة، كان شابًا كباقي الشباب في سن المراهقة، يسافر للغرب، ويستمتع بما يتمتع به سائر الشباب هناك، ثم منّ الله عليه بالهداية، وصاحب رفقةً صالحة دلته على طريق الهدى والرشاد، فالتزم وتدين ودخل في جامعة الكويت، وفي أحد الفصول الدراسية كان الذي يدرس المادة امرأة متوسطة العمر يقول:
بدأت ألحظ عليها نظرات غريبة تجاهي، ولكن لم أعر ذلك الأمر أي اهتمام، وتمر الأيام وإذا بها تدعوني ذات مرة إلى مكتبها لنتناقش كما قالت ــ في المقرر ــ وذهبت إليها في الموعد وكان بعد نهاية الدوام، ومكاتب القسم خالية تقريبًا، طرقت الباب وألقيت عليها التحية فبادلتني التحية بابتسامات وترحيب ودعتني للجلوس في الكرسي المقابل لمكتبها، ثم قامت وأغلقت باب المكتب وجلست مقابلة لي.
بدأ الحديث من جانبها عن المقرر وملاحظاتها على أدائي، وسألتني إن كنت أواجه صعوبة في المادة فأجبتها بعفوية وصراحة، ثم انتقل الحديث إلى جوانب شخصية في حياتها وسألتني عن حياتي، وهنا بدا القلق يساورني، فاختصرت الكلام، ثم هممت بالقيام وإذا بها تقترب مني وتشدني إليها، فأنزلت يديها سريعًا وأسرعت إلى الباب وخرجت وأنا أركض وقلبي يخفق حتى ركبت سيارتي، وأنا في حالة من الذهول ثم رفعت بيدي إلى السماء، وقلت: الحمد الله الذي نجاني من إغوائها، وأسرعت إلى البيت وأنا في حالة من القلق والاضطراب، وكنت أتساءل كلما تذكرت حادثتي تلك: ماذا لو لم يعصمني الله تعالى من فتنتها؟!.